البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 144 - الجزء 1

  وتقديم معمول الشيء كتقديمه. وأيضًا فإنَّ (إنَّ) لا يتقدم خبرها عليها، و [لا]⁣(⁣١) على اسمها إذا كان الخبر غير ظرف. فلما جاز تقديم خبرِ (لَيْسَ) على اسمها جاز تقديمه عليها بمنزلة (كان).

  قال: «[تقولُ]: كان زيد قائمًا، وصارَ مُحَمَّدٌ كاتبًا، وَأَصْبَحَ الأمير مسروراً، وظَلَّ جَعْفَرٌ [جالسًا، وَبات أخوك] لاهيا⁣(⁣٢)، ولَيْسَ الرَّجُلُ حاضراً. وكذلك ما تَصَرفَ مِنْها تقولُ: يكونُ [الرَّجُلُ⁣(⁣٣) مُنْطَلقًا] وَلَيُصْبحَنَّ الحديث شائعاً. فإذا اجْتَمَعَ في الكلام مَعْرفَةٌ ونكرَةٌ جَعَلْتَ اسم (كان) المعرفة وخبرها النكرة، تقولُ: كانَ عَمْرُو كَريماً، ولا يجوز: كان كريم عمراً، إلا في ضرورة الشَّعْرِ، قال القُطامي:

  ٢٧ - قفي قَبْلَ التَّفَرُّق يا ضُباعا ... وَلَا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكَ الوَداعا


(١) تكملة؛ لأن المراد أن خبر (إنّ) لا يتقدم عليها البتة، ولا يتقدم على اسمها إلا إذا كان ظرفًا. ولما كان الظرف ليس الخبر في الأصل وإنما هو معموله فإن تقدمه مؤذن بتقدم الخبر. فلما كان هذا الحال في (إنّ) ولا شبه يخرجها عن حرفيتها، فإن تقديم خبر (ليس) على اسمها من غير أن يكون ظرفا، وتقديم معمول الخبر عليها كما في الآية يجوز لأن (ليس) محمولة على (كان) في العمل.

(٢) في (مل) زيادة: (ومادام سعيد كريما، وما زال أبوك عاقلاً، وما انفك قاسم مقيما وما فتئ عمرو جاهلاً، وما برح الغلام معتديا ...).

(٣) في (مل): (يكون أخوك).

٢٧ - البيت من الوافر.

وهو في ديوانه: ٣١، وسيبويه: ١/ ٣٣١، والمقتضب: ٤/ ٩٤، وجمل الزجاجي: ٥٩، والأصول: ١/ ٩٤، والإيضاح: ٩٩، والتبصرة: ١/ ١٨٦، وشرح المفصل: ٧/ ٩١، والمساعد: ١/ ٢٦٣، ٢/ ٥٥٩، والخزانة: ١/ ٣٩١، واللسان (ودع).

وعجزه في المغني: ٥٠٥، والخزانة: ٤/ ٦٤، والهمع: ١/ ١١٩.