باب (كان) وأخواتها
  فأما إذا كان المبتدأ معرفةً، والخبر معرفةً، فارفع أحدهما وانصب الآخر ولا عليك أيهما رفعت أو(١) نَصَبْتَ، كما تفعلُ في المبتدأ وخبره، مثال ذلك: زيد أخوك، إن شئت قلت: أخوكَ زَيْدٌ وإِن شئت قلت: زَيْد أخوك إذا كانا على حال سواء، وعليه قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}(٢) برفع(٣) (الجواب) ونصبه(٤)، فإذا نُصبَ كان خبر (كانَ)، وإِذا رُفِعَ كان اسمها.
  قال: «ويجوز تقديم أخبار / (كانَ) وأخواتها على أسمائها وعليها أنْفُسها(٥) تقولُ: كانَ قائمًا زَيْدٌ، وقائمًا كان زيد، وكذلكَ: لَيْسَ قائمًا زَيْدٌ، وقائِمًا لَيْسَ زيد».
  اعلم أن (كان) وأخواتها لما كانت أفعالاً مُتَصَرفَةٌ أُجْرِيَت مجرى الأفعال في تقديم المفعول. فكما تقول: ضَرَبَ زَيْدٌ عمراً، وضربَ عَمْراً زيد، وعمراً ضرب زيد، كذلك كانت (كان) وأخواتها [وَ](٦) من ذلك قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ٤٧}(٧).
  فأما(٨) (لَيْسَ) فـ (سيبَوَيْهِ) يُجيرُ تقديم خبرها عليها نَفْسِها(٩)، وغيره(١٠)
(١) في الأصل: (ونصبت) بالواو، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٢) النمل: (٥٦)، والعنكبوت: (٢٤)، (٢٩).
(٣) في الأصل: (ترفع)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٤) تقدم الكلام في الآية ص ١٠٦ الحاشية رقم (٢).
(٥) في الأصل: (في أنفسها) بإقحام (في).
(٦) زيادة من (ع).
(٧) الروم: (٤٧).
(٨) في (ع): (وأما).
(٩) انظر المساعد: ١/ ٢٦٢.
(١٠) وهم الكوفيون والمبرد والزجاج وابن السراج والسرافي وأبو علي الفارسي وابن أخته والجرجاني وأكثر المتأخرين ومنهم ابن مالك، انظر الهمع: ١/ ١١٧، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٩٧، والإنصاف لابن الأنباري ١/ ١٦٠، والأصول لابن السراج: ٢/ ٢٣٧، والمساعد على التسهيل: ١/ ٢٦٢.