البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 146 - الجزء 1

  فأما إذا كان المبتدأ معرفةً، والخبر معرفةً، فارفع أحدهما وانصب الآخر ولا عليك أيهما رفعت أو⁣(⁣١) نَصَبْتَ، كما تفعلُ في المبتدأ وخبره، مثال ذلك: زيد أخوك، إن شئت قلت: أخوكَ زَيْدٌ وإِن شئت قلت: زَيْد أخوك إذا كانا على حال سواء، وعليه قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}⁣(⁣٢) برفع⁣(⁣٣) (الجواب) ونصبه⁣(⁣٤)، فإذا نُصبَ كان خبر (كانَ)، وإِذا رُفِعَ كان اسمها.

  قال: «ويجوز تقديم أخبار / (كانَ) وأخواتها على أسمائها وعليها أنْفُسها⁣(⁣٥) تقولُ: كانَ قائمًا زَيْدٌ، وقائمًا كان زيد، وكذلكَ: لَيْسَ قائمًا زَيْدٌ، وقائِمًا لَيْسَ زيد».

  اعلم أن (كان) وأخواتها لما كانت أفعالاً مُتَصَرفَةٌ أُجْرِيَت مجرى الأفعال في تقديم المفعول. فكما تقول: ضَرَبَ زَيْدٌ عمراً، وضربَ عَمْراً زيد، وعمراً ضرب زيد، كذلك كانت (كان) وأخواتها [وَ]⁣(⁣٦) من ذلك قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ٤٧}⁣(⁣٧).

  فأما⁣(⁣٨) (لَيْسَ) فـ (سيبَوَيْهِ) يُجيرُ تقديم خبرها عليها نَفْسِها⁣(⁣٩)، وغيره⁣(⁣١٠)


(١) في الأصل: (ونصبت) بالواو، وهو سهو، والتصويب من (ع).

(٢) النمل: (٥٦)، والعنكبوت: (٢٤)، (٢٩).

(٣) في الأصل: (ترفع)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).

(٤) تقدم الكلام في الآية ص ١٠٦ الحاشية رقم (٢).

(٥) في الأصل: (في أنفسها) بإقحام (في).

(٦) زيادة من (ع).

(٧) الروم: (٤٧).

(٨) في (ع): (وأما).

(٩) انظر المساعد: ١/ ٢٦٢.

(١٠) وهم الكوفيون والمبرد والزجاج وابن السراج والسرافي وأبو علي الفارسي وابن أخته والجرجاني وأكثر المتأخرين ومنهم ابن مالك، انظر الهمع: ١/ ١١٧، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٩٧، والإنصاف لابن الأنباري ١/ ١٦٠، والأصول لابن السراج: ٢/ ٢٣٧، والمساعد على التسهيل: ١/ ٢٦٢.