البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 147 - الجزء 1

  يأباه لنقصان تَمَكَّنها ولكونها حَرْفًا.

  فأما (مازال) و (مابَرِحَ) و (ما انْفَكَ) و (ما فَتِئَ) فَإِنَّ لا يجوز أن تتقدم أَخْبارُها [عَلَيْها أَنْفُسها فَإِنْ وَضَعْت] مكانَ [(ما)] حَرْفَ نَفْي جاز التقديم، فتقول⁣(⁣١): قائماً لا يزالُ زيد، وكانَ (أبو الحَسَن بنُ كَيْسَانَ) يُجيرُ قائما مازال زيد⁣(⁣٢). وهذا لا يصح؛ لأنَّ (ما) لها صَدْرُ الكلام بدليل دخولها على المبتدأ وخبره وعلى الأفعال فلا يتقدم عليها ما في خبرها؛ لأنَّهُ صلةٌ لها. فأما⁣(⁣٣) (مادام) فإنَّ (ما) هاهنا بمعنى المصدر فلا يجوز أن يتقدم عليها شيء من معمولها، كما لا يتقدم شيء من الصلة على موصولها.

  قال: «وتكون (كانَ) دالةً على الحَدَثِ فيُستغنى عن الخبر المنصوب، تقول: قد كان زيد، أي حَدَثَ وَ [خُلَقَ، كَما تقولُ: أَنَا] مُذْ كُنتُ صديقك، أي أنا صديقك مذ خُلَقْتُ. قال الشاعرُ⁣(⁣٤):

  ٢٨ - إِذا كانَ الشَّيَاءُ فَأَدْفَئُوني ... [فَإِنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ] الشَّتَاءُ

  أي إذا حدث الشتاء ووقع. وكذلك⁣(⁣٥): أمسى زيد، وأصبح


(١) في (ع): (تقول).

(٢) انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٩٧، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٩٨.

(٣) في (ع): (وأما).

(٤) نسبه القالي للربيع بن ضبع الفزاري، وكذلك السجستاني.

٢٨ - البيت من الوافر.

ورد في النوادر: ٢١٥ برواية: (إِذا جاءَ الشتاء ...)، وعليها لا شاهد فيه. وهو في كتاب المعمرون والوصايا: ص ١٠ برواية هذا الكتاب، وروي (... فإنَّ الشَّيْخ يُهْرِمُهُ الشَّتاء) في الجمل للزجاجي: ٦٢، واللسان: (كون). وعجزه في الهمع: ١/ ١١٥ - ١١٦.

(٥) في (مل): (وكقولك).