باب (كان) وأخواتها
  يأباه لنقصان تَمَكَّنها ولكونها حَرْفًا.
  فأما (مازال) و (مابَرِحَ) و (ما انْفَكَ) و (ما فَتِئَ) فَإِنَّ لا يجوز أن تتقدم أَخْبارُها [عَلَيْها أَنْفُسها فَإِنْ وَضَعْت] مكانَ [(ما)] حَرْفَ نَفْي جاز التقديم، فتقول(١): قائماً لا يزالُ زيد، وكانَ (أبو الحَسَن بنُ كَيْسَانَ) يُجيرُ قائما مازال زيد(٢). وهذا لا يصح؛ لأنَّ (ما) لها صَدْرُ الكلام بدليل دخولها على المبتدأ وخبره وعلى الأفعال فلا يتقدم عليها ما في خبرها؛ لأنَّهُ صلةٌ لها. فأما(٣) (مادام) فإنَّ (ما) هاهنا بمعنى المصدر فلا يجوز أن يتقدم عليها شيء من معمولها، كما لا يتقدم شيء من الصلة على موصولها.
  قال: «وتكون (كانَ) دالةً على الحَدَثِ فيُستغنى عن الخبر المنصوب، تقول: قد كان زيد، أي حَدَثَ وَ [خُلَقَ، كَما تقولُ: أَنَا] مُذْ كُنتُ صديقك، أي أنا صديقك مذ خُلَقْتُ. قال الشاعرُ(٤):
  ٢٨ - إِذا كانَ الشَّيَاءُ فَأَدْفَئُوني ... [فَإِنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ] الشَّتَاءُ
  أي إذا حدث الشتاء ووقع. وكذلك(٥): أمسى زيد، وأصبح
(١) في (ع): (تقول).
(٢) انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٩٧، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٩٨.
(٣) في (ع): (وأما).
(٤) نسبه القالي للربيع بن ضبع الفزاري، وكذلك السجستاني.
٢٨ - البيت من الوافر.
ورد في النوادر: ٢١٥ برواية: (إِذا جاءَ الشتاء ...)، وعليها لا شاهد فيه. وهو في كتاب المعمرون والوصايا: ص ١٠ برواية هذا الكتاب، وروي (... فإنَّ الشَّيْخ يُهْرِمُهُ الشَّتاء) في الجمل للزجاجي: ٦٢، واللسان: (كون). وعجزه في الهمع: ١/ ١١٥ - ١١٦.
(٥) في (مل): (وكقولك).