البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 148 - الجزء 1

  عَمْرُو⁣(⁣١)، [وَكَذَلكَ]⁣(⁣٢) أَمْسَيْنا وَأَصْبَحْنا».

  اعلم أنَّ هذه الأفعال أصلها أن تكون كسائر الأفعال دالة على الحدث، وإنما تكون ناقصةً إذا دخلت على الجملة من المبتدأ والخبر. فأما إِذَا لَمْ تَدْخُلْ عليها فَإِنَّهُ يجوز أن تجيء تامةً، فتدلُّ على الأزمنة التي اشتقت منها، فتكونُ (كانَ) دالةً على الوقوع والحدوث، من ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}⁣(⁣٣) وقوله تعالى:⁣(⁣٤) {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً}⁣(⁣٥) فيمن رفع⁣(⁣٦). وكذلك (صارَ)⁣(⁣٧) تقولُ: / صارَ الأمر إلى الله بمعنى عاد فأما (أَصْبَحْنا) و (أَمْسَيْنا) و (أَضْحَيْنا) فيكون المعنى: دَخَلْنا في الصباح والمساء والضحى⁣(⁣٨). كما تقول: أظهر الرجل، إذا دخل في وقت الظهر وانْجَرَ، إذا دخل في وقت الفجر. قال الشاعر⁣(⁣٩) (⁣١٠):


(١) (عمرو): ساقطة من (ع).

(٢) في (مل): (وكقولك).

(٣) البقرة: (٢٨٠).

(٤) (تعالى): ليست في (ع).

(٥) البقرة: (٢٨٢).

(٦) قرأ العشرة (ذو) رَفْعًا، وَقَرَأَ أَبي وَابْنُ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانُ وَابْنُ عَبّاس (ذا عُسْرَة) انظر البحر: ٢/ ٣٤٠. وقرأ التسعة (تجارة حاضرة) بالرفع، وقرأ عاصم (تجارة حاضرة) بالنصب. انظر السبعة: ١٩٣ والنشر: ٢/ ٢٣٧، والبدور الزاهرة: ٥٥.

(٧) (صار): ساقطة من (ع).

(٨) (والضحى): ساقطة من (ع).

(٩) (الشاعر): ساقطة من (ع). وفوق لفظ الشاعر كتب في الأصل (ذو الرمة).

(١٠) هو ذو الرمة.