باب (كان) وأخواتها
  ٢٩ - فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَ بِسُحْرَةٍ ... علا جيم عَيْنِ ابني صباح نَثيرُها(١)
  قال: «وقد يُضْمَرُ فيها اسمها، وهو ضميرُ الشَّأنِ والحديث، فتقعُ الجُمَلُ بعدها أخباراً عنها، تقول: كان زيد قائم، أي كان الشَّأْنُ والحديث زيد قائم.
  قال الشاعر(٢):
  ٣٠ - إذا من كانَ النَّاسُ نصفان شامت ... وآخَرُ مُشْن بالذي كُنتُ أَصْنَعُ
٢٩ - البيت من الطويل. يصف فيه قطيعا من حمر الوحش.
وهو في ديوانه: ٤٠١ برواية: (فَما أَفْجَرَتْ حَتى أَهَبَ بِسدِّفةٍ)، واللسان: (فجر) برواية: (... بسدفة)، و (نثر) برواية: (فما أَنْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَ بِسُدْفَةٍ)، وانظر ابن يعيش: ٧/ ١٠٤ والرواية فيه:
(.... حتى أحبُ بِسُحْرَةٍ ... علاجيم عين بني صباح يُشيرها).
أَهَب: أيقظ والسُّدِّفَةُ بلغة بني تميم: الظلمة، وبلغة قيس: الضوء وهو من الأضداد انظر الأضداد للأنباري: ١١٤، والأضداد للأصمعي: ٣٥، والأضداد للسجستاني: ٨٦، وابن السكيت: ١٨٩. والمراد بها في البيت: الظلمة، ويؤكد هذا كون الشاعر من تميم. والسحرة: الثلث الأخير من الليل. ابني صباح: اسم موضع فيه ماء. والعلاجيم: الضفادع مفردها علجوم ونشيرها: صوتها الخارج من أنفها.
(١) في (ع): (يثيرها).
(٢) هو العجير السلولي.
٣٠ - البيت من الطويل. وهو بالرواية الأولى في أمالي ابن الشجري: ٢/ ٣٣٩ وشرح المفصل: ٧/ ١٠٠. وبالثانية في سيبويه: ١/ ٣٦، والجمل: ٦٣ والتبصرة: ١/ ١٩٥، وشرح المفصل: ١/ ٧٧، ٣/ ١١٦، والمساعد: ١/ ١١٧، والهمع: ١/ ٦٧، ١١١. وروى البيت في الأغاني: ١٣/ ٧١.
(... كان الناس صنفين شامت ... ومن بما قد كنت أسدي وَأَصْنَعُ) وفي معاني القرآن للفراء: (... الناس نصفين شامت ... وآخر مثن بالذي كنت أفعل) وفي كلتا الروايتين لا يكون في البيت شاهد. وفي نوادر أبي زيد: ٤٤٢ والرواية فيه: (... نصفين شامت ... ومثن بصرعي بعض ما كنت أصنع) ولا شاهد فيها أيضا.