البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (لا) في النفي

صفحة 177 - الجزء 1

  ويجوز: لا حَوْلَ ولا قُوَّةٌ إلا بالله، قال الشاعرُ⁣(⁣١):

  ٤٦ - هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بعينه ... لا أُم لى إِنْ كَانَ ذَاكَ وَلَا أَبُ

  ويجوز: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الشاعر⁣(⁣٢):

  ٤٧ - فَلا لَغَرِّ ولا تأثيم فيها ... وما فاهوا به أبداً مقيم

  اعلم أنك إذا كررت وبنيت المعطوف على الفتح مع (لا) كما بنيت المعطوف عليه كانَ كُلُّ واحد منهما جملة مستقلة بنفسها، وخبرها محذوف، والتقدير: لا حول لنا ولا قوة⁣(⁣٣) لنا فحذف الخبران من الجملتين للدلالة عليهما، وكانت كُلُّ جملة كأنها لم يُعطف عليها⁣(⁣٤)، وعليه قوله تعالى: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ٣١}⁣(⁣٥) فإن


(١) هو رجل من مذحج، كما ذكر سيبويه.

٤٦ - البيت من الكامل. وهو في سيبويه: ١/ ٣٥٢، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ١٢١ برواية: (ذاكم - وجدكم - الصغار ...) ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ٢٥ برواية: (ذاكم - وجدكم - الصغار بأسره ...)، والمقتضب: ٤/ ٣٧١، والجمل للزجاجي: ٢٤٣ برواية: (هذا - وجدكم - الصغار ...)، والمفصل: ١/ ٢٣٣، وابن يعيش: ٢/ ١١٠، والخزانة: ١/ ٢٤٣ برواية الجمل، وأيضا المقاصد: ٢/ ٣٣٩، وانظر اللسان (حيس) والأصول: ١/ ٤٧٠، والإيضاح: ٢٤١، وصدره في المغني: ٦٥٦، وعجزه في أوضح المسالك ٢/ ١٦، والهمع: ٢/ ١٤٤.

(٢) هو أمية بن أبي الصلت.

٤٧ - البيت من الوافر وهو ملفق من بيتين من قصيدة واحدة في ديوانه: ٤٧٥، فعجز صدره قوله: «ولا غول ولا فيها مليم»، وصدر عجزه قوله: «وفيها لحم ساهرة وبحر» والرواية في الديوان: «وما فاهوا به لهم مقيم». وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن: ١/ ١٢١، والتبصرة: ١/ ٣٨٩، والمقاصد: ٢/ ٣٤٦، والتصريح: ١/ ٢٤١، والأشموني: ٢/ ١١، واللسان: (سهر) (أثم)، وصدره في أوضح المسالك: ٢/ ١٩.

(٣) في (ع): (لا حول لنا ولا قوة لنا) بالرفع وهو وهم.

(٤) في الأصل (كأنهما لم يعطف عليهما، وهو تحريف. والتصويب من (ع).

(٥) إبراهيم: (٣١).