باب (لا) في النفي
  عطفت ونصبت ونونْت الثاني جعلته معطوفًا على موضع المنفي(١)؛ لأن موضعه نصب. فإن عطفته ورفعته ونونته جعلته معطوفا على موضع (لا) مع المنفي(٢)؛ لأنَّ الموضع موضع المبتدأ. فإن رفعت الأول ونونتَهُ، ورفعت الثاني ونونتَهُ فإِنَّما / يكون ذلك في موضع يكون جوابا للهمزة، كان قائلاً قال: أعندَكَ غُلام أو جاريةٌ، فقلت: لا غُلامٌ ولا جاريةٌ عندي. وكذلك لو قال: أزيد عندك أم عمرو، لقلت: لا زيد ولا عمرو. فتستوي المعرفة والنكرة وعلى ذلك قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٩}(٣). فأما رفع الأول وبناء الثاني، نحو قول الشاعر:
  فَلا لَغْو ولا تأثيم فيها ... ... ... ... (٤)
  فيكون (لغو) مبتدأ وخبره (فيها)، و (لا تأثيم) مبني، وخبره محذوف، ويجوز أن يقال إِنَّ الطَّرْف خبرٌ عنهما لَمَّا اتَّفقا في العطف أجزاً عنهما خبر(٥) واحد، وإن كانا مختلفين في المعنى.
  قال: «فَإِنْ عطَفت على اسم (لا) ولم تُكَرِّرْ نَصَبْتَ المعطوف(٦)، فتقول(٧): لا غُلام ولا جاريةً لكَ، بالتنوين لا غير، قال الشاعرُ(٨):
(١) في (ع): (النفي)، وهو تحريف.
(٢) في (ع): (النفي)، وهو تحريف.
(٣) المائدة: (٦٩)، والأنعام: (٤٨)، والأعراف: (٣٥)، والأحقاف: (١٣).
(٤) تقدم برقم (٤٧).
(٥) (خبر): ساقطة من (ع).
(٦) (فإن عطفت ... نصبت المعطوف): ساقط من (ع) و (مل).
(٧) في (ع) و (مل): (وتقول).
(٨) هذا البيت من شواهد سيبويه التي لا يعرف قائلها وقيل إنه للفرزدق ولم أقف عليه في ديوانه.