باب (لا) في النفي
  ٤٨ - فَلا أَب وابنا مثل مروان وابنه ... إِذَا هُوَ بِالمَجْدِ ارْتَدَى وَتَأَخَّرا».
  اعلم أنك إذا عطفت على الاسم المنفي بعد (لا) ولم تُكَرِّرُ (لا) فَلَكَ انْ تحمل العطف على لفظ المنفي فتَنْصِبَهُ وتُنونَهُ، ولك أن تحمله على موضع (لا) مع المنفي فترفعه وتُنونَهُ، فتقول: لا غُلامَ وَجارِيَةٌ لَكَ، بالنصب والتنوين؛ لأنَّ لفظ (الغُلام) نصب فعطفت عليه منصوبا.
  فإن قيل: فأنتم تقولون: إنَّ فتحة الميم من (الغُلام) فتحة بناء فكيف تعطف عليها فتحة إعراب؟
  قيل له: قد ذكرنا أنها عند (سيبويه)(١) وغيره فتحة إعراب، وإنما امتنع التنوين منها بلزوم حرف النَّفْي لها. وجواب آخر: وهو أن فتحة المبني لما اطردت في كل نكرة أشبَهَتْ حركة المعرب فتصورها كالنَّصْبِ؛ فلأجل هذا عطفوا عليها بالنصب الصريح.
  فأما الرفع فلان الموضع موضع المتبدأ، والدليل عليه أنه متى فصل بين (لا) وبين النكرة ارتفعت نحو قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ}(٢)، وتقول: لا عندك رجُلٌ، فترفع. فلما كان الموضع للمبتدأ جاز أن تعطف على الموضع، فترفع، وقولُ الشاعر:
  فَلا أَبَ وَابنا ... ... ... ... ... ... (٣)
٤٨ - البيت من الطويل. وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٣٤٩، والمقتضب: ٤/ ٣٧٢، والرواية فيهما: (لا أب وابنا ...) فتكون التفعيلة الأولى (عولن) مخرومة. وانظر المفصل: ١/ ٢٣٠، وابن يعيش عليه: ٢/ ١٠٩ - ١١٠، وشرح القصائد السبع لابن الأنباري: ٢٨٨، والمقاصد: ٢/ ٣٥٥، وصدره في الإيضاح: ١/ ٢٤١، والهمع: ٢/ ١٤٣.
(١) انظر ما سلف ١٧٣.
(٢) الصافات: (٤٧).
(٣) تقدم برقم (٤٨).