باب (لا) في النفي
  يجوز أن ترفع (الابْنَ)، ويجوز أن تنصبَهُ على ما ذكرتُ.
  قال: «فَإِنْ وَصَفْت اسم (لا) كانَتْ لَكَ فِيه ثلاثَةُ أَوْجُه:
  / النَّصْبُ بالتنوين، تقولُ: لا رَجُلَ ظَريفًا عندكَ. وبغير التنوين(١): لا رَجُل ظريف عندك. والرفع بالتَّنْوين لا غير، تقول: لا غُلام ظريف عندك».
  اعلم أَنَّكَ إِذا وَصَفْت اسم (لا) وهو مفرد نكرة، جاز لك فيه(٢) ثلاثة أوجه: إِن شئت أجريت الوصف على لفظ الموصوف فَنَصَبْتَ ونونت؛ لأنَّكَ لَمْ تبن الوصف مع الموصوف، فقلت: لا رجل ظريفا في الدار. فإن قيل: فالفتحة في (ظريف)(٣) فتحة إعراب، وفي (الرَّجُلِ) فتحة بناء، فكيف تصف المبني بالمعرب؟
  قيل له: قد بينا أنَّ الفتحة عندَ (سيبَوَيْهِ) فتحة إعراب(٤) حذف منها(٥) التنوين لملاصفتها الحرف النفي. ومن يقولُ: إِنَّها فتحة بناء(٦) يقولُ: إِنَّه لما اطرد فيها الفتح أُجريت مجرى النصب. وإن شئت بنيت الصفة مع الموصوف وجعلتهما شيعاً واحداً ثمَّ ادْخَلْتَ عليهما (لا)، فقلت: لا رَجُلَ ظريف عندك(٧). كما قُلْنا في: يا زيد بن عمرو. فالفتحة في اللام(٨) فتحة بناء بمنزلة الفتحة في
(١) في (مل): (التنوين تقول:).
(٢) (فيه): ساقطة من (ع).
(٣) في (ع): (الظريف).
(٤) انظر ما سلف ص ١٧٣.
(٥) في (ع): (عنها).
(٦) انظر ما سلف ص ١٧٣ وما بعدها.
(٧) أجاز ذلك الأخفش ورده ابن مالك في شرح الكافية الشافية، انظر ص ١٧٤ الحاشية رقم (٢).
(٨) في الأصل: (الكلام)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).