البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (لا) في النفي

صفحة 180 - الجزء 1

  يجوز أن ترفع (الابْنَ)، ويجوز أن تنصبَهُ على ما ذكرتُ.

  قال: «فَإِنْ وَصَفْت اسم (لا) كانَتْ لَكَ فِيه ثلاثَةُ أَوْجُه:

  / النَّصْبُ بالتنوين، تقولُ: لا رَجُلَ ظَريفًا عندكَ. وبغير التنوين⁣(⁣١): لا رَجُل ظريف عندك. والرفع بالتَّنْوين لا غير، تقول: لا غُلام ظريف عندك».

  اعلم أَنَّكَ إِذا وَصَفْت اسم (لا) وهو مفرد نكرة، جاز لك فيه⁣(⁣٢) ثلاثة أوجه: إِن شئت أجريت الوصف على لفظ الموصوف فَنَصَبْتَ ونونت؛ لأنَّكَ لَمْ تبن الوصف مع الموصوف، فقلت: لا رجل ظريفا في الدار. فإن قيل: فالفتحة في (ظريف)⁣(⁣٣) فتحة إعراب، وفي (الرَّجُلِ) فتحة بناء، فكيف تصف المبني بالمعرب؟

  قيل له: قد بينا أنَّ الفتحة عندَ (سيبَوَيْهِ) فتحة إعراب⁣(⁣٤) حذف منها⁣(⁣٥) التنوين لملاصفتها الحرف النفي. ومن يقولُ: إِنَّها فتحة بناء⁣(⁣٦) يقولُ: إِنَّه لما اطرد فيها الفتح أُجريت مجرى النصب. وإن شئت بنيت الصفة مع الموصوف وجعلتهما شيعاً واحداً ثمَّ ادْخَلْتَ عليهما (لا)، فقلت: لا رَجُلَ ظريف عندك⁣(⁣٧). كما قُلْنا في: يا زيد بن عمرو. فالفتحة في اللام⁣(⁣٨) فتحة بناء بمنزلة الفتحة في


(١) في (مل): (التنوين تقول:).

(٢) (فيه): ساقطة من (ع).

(٣) في (ع): (الظريف).

(٤) انظر ما سلف ص ١٧٣.

(٥) في (ع): (عنها).

(٦) انظر ما سلف ص ١٧٣ وما بعدها.

(٧) أجاز ذلك الأخفش ورده ابن مالك في شرح الكافية الشافية، انظر ص ١٧٤ الحاشية رقم (٢).

(٨) في الأصل: (الكلام)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).