باب المفعول به
  جميعا. فأما العلم: فهو الاعْتِقادُ الَّذي تسكُنُ نَفْسُ مُعْتَقِدِهِ(١) إِلَى أَنَّهُ على ما اعتقده عليه. وقال بَعْضُهُمْ: هو إدراك الشَّيْء على ما هو به. وقد طَعَنَ(٢) قَوْمٌ على هذا الحد [وَ](٣) ليس هذا موضع ذاك(٤) (٥) فأما الشَّكُ: فهو إدراك الشيء على غير تحقيق، فهو كلا إدراك. والظَّنُّ بعد الشَّكُ لا يُحيلُ الشَّيْءَ أَنَّه على ماهو به، وإن لم يكن في الحقيقة كذلك، فهو قريب من العلم(٦)، وقد أبان (الأعشى) عن ذلك بقوله:
  ٥٩ - ما جَعَلَ الجُدُ الظَّنونُ الَّذي ... جُنبَ صَوْبَ اللَّجب الماطر
  مثل الفراتي إذا ما طما ... يَقْذِفُ بالبوصي والماهر
  فهذا يصف بقراً يتخيَّلُ أنَّ فيها ماء فلا يكونُ.
  قال: «والمفعولُ الثّاني من (ظَنَنْتُ) وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف، تقول في المفرد: ظَنَنْتُ زَيْدا قائما. وفي الجملة: ظَنَنْتُ زَيْدًا يَقومُ أخوه. وفي الطَّرْفِ ظَنَنْتُ زيداً في الدَارِ.
(١) في الأصل: (متعقدة)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (... طعن على ...) ببناء الفعل لما لم يسم فاعله، وهو وهم.
(٣) زيادة من (ع).
(٤) في (ع): (ذلك).
(٥) انظر التعريفات للجرجاني: ١٦٠ - ١٦١، والفروق للعسكري: ٨٨ و ٨٩.
(٦) انظر التعريفات: ١٣٤ و ١٤٩. والفروق: ٩١، والكليات للعكبري: ٥/ ٦٢. و ١٦٥.
٥٩ - البيتان من السريع من قصيدة يهجو بها علقمة بن علاثة ويمدح عامر بن الطفيل. وهما في الديوان: ٩٣ والرواية فيه: (ما يجعلُ الجُد ...)، واللسان (جدد) و (ظنن) و (مهر). والأول في الاشتقاق لابن دريد: ٥٠٢، ولمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٩٧ وهو فيهما برواية الديوان. والثاني في شرح الكافية الشافية: ٤/ ١٩٦١، واللسان (بوص).
الجد: البئر. جُنبَ: أَبْعِدَ أَوْ نَحْيَ الصَّوْبُ: المطر. اللَّجِب: السحاب المرعد. الفراتي: نسبة إلى الفرات. البوصي: السفينة. الماهر: السابح.