البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول به

صفحة 199 - الجزء 1

  جميعا. فأما العلم: فهو الاعْتِقادُ الَّذي تسكُنُ نَفْسُ مُعْتَقِدِهِ⁣(⁣١) إِلَى أَنَّهُ على ما اعتقده عليه. وقال بَعْضُهُمْ: هو إدراك الشَّيْء على ما هو به. وقد طَعَنَ⁣(⁣٢) قَوْمٌ على هذا الحد [وَ]⁣(⁣٣) ليس هذا موضع ذاك⁣(⁣٤) (⁣٥) فأما الشَّكُ: فهو إدراك الشيء على غير تحقيق، فهو كلا إدراك. والظَّنُّ بعد الشَّكُ لا يُحيلُ الشَّيْءَ أَنَّه على ماهو به، وإن لم يكن في الحقيقة كذلك، فهو قريب من العلم⁣(⁣٦)، وقد أبان (الأعشى) عن ذلك بقوله:

  ٥٩ - ما جَعَلَ الجُدُ الظَّنونُ الَّذي ... جُنبَ صَوْبَ اللَّجب الماطر

  مثل الفراتي إذا ما طما ... يَقْذِفُ بالبوصي والماهر

  فهذا يصف بقراً يتخيَّلُ أنَّ فيها ماء فلا يكونُ.

  قال: «والمفعولُ الثّاني من (ظَنَنْتُ) وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف، تقول في المفرد: ظَنَنْتُ زَيْدا قائما. وفي الجملة: ظَنَنْتُ زَيْدًا يَقومُ أخوه. وفي الطَّرْفِ ظَنَنْتُ زيداً في الدَارِ.


(١) في الأصل: (متعقدة)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) في (ع): (... طعن على ...) ببناء الفعل لما لم يسم فاعله، وهو وهم.

(٣) زيادة من (ع).

(٤) في (ع): (ذلك).

(٥) انظر التعريفات للجرجاني: ١٦٠ - ١٦١، والفروق للعسكري: ٨٨ و ٨٩.

(٦) انظر التعريفات: ١٣٤ و ١٤٩. والفروق: ٩١، والكليات للعكبري: ٥/ ٦٢. و ١٦٥.

٥٩ - البيتان من السريع من قصيدة يهجو بها علقمة بن علاثة ويمدح عامر بن الطفيل. وهما في الديوان: ٩٣ والرواية فيه: (ما يجعلُ الجُد ...)، واللسان (جدد) و (ظنن) و (مهر). والأول في الاشتقاق لابن دريد: ٥٠٢، ولمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٩٧ وهو فيهما برواية الديوان. والثاني في شرح الكافية الشافية: ٤/ ١٩٦١، واللسان (بوص).

الجد: البئر. جُنبَ: أَبْعِدَ أَوْ نَحْيَ الصَّوْبُ: المطر. اللَّجِب: السحاب المرعد. الفراتي: نسبة إلى الفرات. البوصي: السفينة. الماهر: السابح.