البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإضافة

صفحة 269 - الجزء 1

  (مِنْ) نحو قولك: زيدٌ خَيْرٌ⁣(⁣١) مِنْ عَمْرِو [وأَعْلَمُ مِنْ بَكْرٍ]، أَنَّ هَذا ذَكَرْتَ ابْتِداءَ فضله، وفي ذلك جَعَلْتَهُ زائدا عليهم. و (أَفْعَلُ) هذا إذا لَمْ تُضِفْهُ، ولم تصله بـ (من) لم يكن بد من إدخال الألف واللام عليه، فتقول: الأَفْضَلُ.

  ويُؤنَّثُ كَقَوْلِهِ تعالى: {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}⁣(⁣٢)، ويُثنى كقوله تعالى: {الْأَوْلَيَانِ}⁣(⁣٣)، ويجمع كقوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ}⁣(⁣٤)، ويُكسر كقوله تعالى: {أَرَاذِلُنَا}⁣(⁣٥)، ويُجْمَعُ جَمع المؤنث كقوله تعالى: {لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥}⁣(⁣٦). فأما إذا أَضَفْتَ (أَفْعَلَ) أوْ أَدْخَلْتَ عليه (مِنْ) فَإِنَّهُ لا يُثَنّى، ولا يُجْمَعُ، ولا يُؤَنَّثُ، ويُجرونَهُ مُجْرى المصدرِ؛ لأنَّكَ إذا قلت: زِيدٌ أَفْضَلُ القومِ، فَإِنَّ فَضْلَهُ زاد على فضلهم، فيدلُّ على التكثير كما أن المصدر يدل على تكثير⁣(⁣٧) الجنس، فكما⁣(⁣٨) لَمْ يُتَنوا وَ [لَمْ]⁣(⁣٩) يَجْمَعوا المصدر كذلك (أَفْعَلُ). فإذا ثني⁣(⁣١٠) أَوْ جُمِعَ أُخْرِجَ عَنِ الصفة، وأُجْرِيَ مُجْرى اسم الفاعل.

  والضرب الرابع: وهو إضافة الاسم إلى الصفة، نحو: صلاة الأولى، ومسجد


(١) خير: اسم تفضيل وكان الأصل فيه (أخير) ومثله (شر) أصله (أشرّ)، ولما كان هذان الاسمان كثيري الدوران على ألسنتهم التزموا فيهما التخفيف بحذف الهمزة من أولهما.

(٢) العنكبوت: (٦٤)، لقمان: (٣٣)، فاطر: (٥) غافر: (٣٩)، الجاثية: (٣٥)، محمد: (٣٦)، الحديد: (٢٠).

(٣) المائدة: (١٠٧).

(٤) آل عمران: (١٣٩)، محمد: (٣٥).

(٥) هود: (٢٧).

(٦) المدثر: (٣٥).

(٧) في الأصل: (تكسير) بالسين، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).

(٨) في (ع): (فلما) وهو تحريف.

(٩) زيادة من (ع).

(١٠) في الأصل: (بني)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).