باب الإضافة
  (مِنْ) نحو قولك: زيدٌ خَيْرٌ(١) مِنْ عَمْرِو [وأَعْلَمُ مِنْ بَكْرٍ]، أَنَّ هَذا ذَكَرْتَ ابْتِداءَ فضله، وفي ذلك جَعَلْتَهُ زائدا عليهم. و (أَفْعَلُ) هذا إذا لَمْ تُضِفْهُ، ولم تصله بـ (من) لم يكن بد من إدخال الألف واللام عليه، فتقول: الأَفْضَلُ.
  ويُؤنَّثُ كَقَوْلِهِ تعالى: {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}(٢)، ويُثنى كقوله تعالى: {الْأَوْلَيَانِ}(٣)، ويجمع كقوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ}(٤)، ويُكسر كقوله تعالى: {أَرَاذِلُنَا}(٥)، ويُجْمَعُ جَمع المؤنث كقوله تعالى: {لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥}(٦). فأما إذا أَضَفْتَ (أَفْعَلَ) أوْ أَدْخَلْتَ عليه (مِنْ) فَإِنَّهُ لا يُثَنّى، ولا يُجْمَعُ، ولا يُؤَنَّثُ، ويُجرونَهُ مُجْرى المصدرِ؛ لأنَّكَ إذا قلت: زِيدٌ أَفْضَلُ القومِ، فَإِنَّ فَضْلَهُ زاد على فضلهم، فيدلُّ على التكثير كما أن المصدر يدل على تكثير(٧) الجنس، فكما(٨) لَمْ يُتَنوا وَ [لَمْ](٩) يَجْمَعوا المصدر كذلك (أَفْعَلُ). فإذا ثني(١٠) أَوْ جُمِعَ أُخْرِجَ عَنِ الصفة، وأُجْرِيَ مُجْرى اسم الفاعل.
  والضرب الرابع: وهو إضافة الاسم إلى الصفة، نحو: صلاة الأولى، ومسجد
(١) خير: اسم تفضيل وكان الأصل فيه (أخير) ومثله (شر) أصله (أشرّ)، ولما كان هذان الاسمان كثيري الدوران على ألسنتهم التزموا فيهما التخفيف بحذف الهمزة من أولهما.
(٢) العنكبوت: (٦٤)، لقمان: (٣٣)، فاطر: (٥) غافر: (٣٩)، الجاثية: (٣٥)، محمد: (٣٦)، الحديد: (٢٠).
(٣) المائدة: (١٠٧).
(٤) آل عمران: (١٣٩)، محمد: (٣٥).
(٥) هود: (٢٧).
(٦) المدثر: (٣٥).
(٧) في الأصل: (تكسير) بالسين، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٨) في (ع): (فلما) وهو تحريف.
(٩) زيادة من (ع).
(١٠) في الأصل: (بني)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).