البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الوصف

صفحة 273 - الجزء 1

  وهاشمي، وتقول: مَرَرْتُ بفتى⁣(⁣١) كوفي أبوه، وعَلَوي خاله، وهاشمي عَمُّهُ، وأشباه ذلك.

  الخامس: الوصفُ بـ (ذي) الذي بمعنى (صاحب) تقولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذِي مال، وهذا رجل ذو مال، وهذه امرأةٌ ذاتُ مال.

  والنكرات توصف بالجُمَل، وكلما جاز أن يكون صفة للنكرة فإنَّه يكون حالاً للمعرفة / إلا الفعل الماضي، فإِنَّكَ تَصِفُ به النَّكرةَ، فتقولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ضَرَبَ أبوه. و (لا)⁣(⁣٢) يكون حالاً للمعرفة حتى تَجْعَلَ مَعَهُ (قد) إِمَّا مضمرَةً أَوْ مَظْهَرَةً.

  والوصف لا يكون إلا باسم مشتق من فعل نحو: قائم، وقاعد، وراكب، وساجد، ولا يجوز أن تصف بالأسماء الجامدة، ولا بأسماء⁣(⁣٣) الأنواع، ولا بأسماء⁣(⁣٢) الأجناس، فإن رأيت أشياء من ذلك وصفًا فإنَّما هو على تقدير الفعل، وقولُهُمْ: مَرَرْتُ بِرَجُل أَسَدِ التَّقْدِيرُ: مَرَرْتُ بِرَجُل شَديد؛ لأنَّ (الأسد) اسم نوع غير مشتق من فعل، وكذلك: مرَرْتُ بإبل مِائَةٍ؛ أي: بابل كثيرة، وبثوب سَبْع؛ أي: ذَرْعُه قليل. وعلى هذا قياس جميعه.

  قال: «والمعرفة توصف بالمعرفة، والنكرة توصف بالنكرة، ولا توصفُ معرفة بكرة، ولا نكرة بمعرفة».

  اعلم أن الصفةَ لَمّا كانت هي الموصوف لم يجز أن تصف معرفة بنكرة، ولا نكرة بمعرفة؛ لأنَّ الشَّيْء لا يكونُ مُعَرَّفًا مُنَكَّراً في حال، هذا محال. وقد مضى بيان وصف النَّكرةِ. فأما المعرفةُ فهي خمسة أضرب: العَلَمُ الخاص نحو: (زيد) و (عَمْرو) وَ (بَكْرٍ) وأشباه ذلكَ. الثَّاني: المُضمَرَاتُ كلها. الثالث: الأسماء


(١) من (ع)، في الأصل (نفي) وهو تحريف.

(٢) في (ع): (فلا) بالفاء.

(٣) في (ع): (بالأسماء الأنواع) بالتعريف والإضافة، وهو خطأ.