باب التوكيد
  يَنْصَرِفُ للتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الفِعْلِ، وكذلك (جمعاءُ)؛ لأَنَّهُ مِثْلُ (صَفْراء) فيه التأنيث ولزومُ التَّأْنيث. فأما (جُمَعُ) [فَقَدْ](١) بيَّناها في غير هذا الموضع.
  قال: «ويَتْبَعُ (أَجْمَعَ) (أَكْتَعُ أَبْصَعُ)، ويتبَعُ (أَجْمَعِينَ)(٢) (أَكْتَعونَ أَبْصعونَ)، ويتبع / (جَمْعاء) (كَتْعَاءُ بَصْعَاءُ)، ويتبَعُ [جُمْعَ)(٣) (كُتَعُ بصع).
  ومعنى هذه التوابع كُلها شدَّةُ التَّوكيد. ولا يجوز تقديم بعضها على بعض، وكذلك لو قلت: جاءَ القومُ أَجمعونَ كُلُّهُمْ، لمْ يجُزْ أَنْ تُقَدِّمَ (أَجْمَعُونَ)(٤) على (كُلُّ) لضعفها وقُوَّةُ (كُلِّ) عليها».
  اعلم أن الأصل في هذه الألفاظ هو (كُلُّ)؛ لأن العوامل(٥) تليها وتُنَوَّن، فلِقُوتها قدمت على سائر ألفاظ التوكيد، ولا يجوز أن يَتَقَدَّمُها غيرُها لِضَعْفِه(٦) عَنْهَا ثُمَّ يَتْبَعُها (أَجْمَعُونَ) قال الله سبحانهُ: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ٣٠}(٧). وكذلك (أَكْتَعونَ أَبْصَعونَ) أيضًا على الترتيب، ولا يجوز أن تقول:
(١) تكملة من (ع).
(٢) في الأصل (أجمعون) بالرفع، وهو خطأ، والتصويب من (ع) و (مل).
(٣) تكملة من (ع) و (مل).
(٤) كذا في الأصل و (ع) مرفوع على الحكاية. وفي (مل) (أجمعين) على أنه منصوب بـ (تقدم). وما جاء في (مل) أولى لأن (كل) بعدها أتت مجرورة.
(٥) في الأصل (العامل)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٦) في (ع): (لضعفها)، وهو تحريف.
(٧) الحجر: (٣٠)، ص: (٧٣).