البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التوكيد

صفحة 282 - الجزء 1

  (أَبْصَعُونَ أَكْتَعونَ) كَما لا يجوز أن تقول (أَجْمَعُونَ كُلُّهُم)؛ لإِنَّ التابِعَ أَبَداً لا يتقدم المتبوع، كما أنَّ قولَكَ: (حَسَنُ بَسَنُ) وَ (عَطَشَانُ نَطْشَانُ) وَ (جائع نائع)⁣(⁣١)، وأشباه ذلك لا يتقدم التابع على المتبوع.

  قالَ: «وتقولُ في التَثْنِيةِ: قامَ الرَّجُلانِ كلاهما، ورَأَيْتُهُما كِلَيْهما، ومَرَرْتُ بِهِما كلَيْهما⁣(⁣٢)، وقامَتِ المرأَتَانِ كِلْتَاهُما، وَرَأَيْتُهُما كِلْتَيْهِما، ومررتُ بهما كِلْتَيْهِما، فَـ⁣(⁣٣) (كلا) وَ (كِلْتا) مَتَى أُضيفتا إلى المضمر كانتا في الرفع بالألف، وفي النصب والجر بالياء على ما مضى. وإن أضيفتا إلى المظهر كانتا بالألف على كل حال. تقولُ: جاءَني كلا أَخَويْكَ⁣(⁣٤)، وجاءتني كلْنا أُخْتَيْك⁣(⁣٥)؛ لأنَّ (کلا) وَ (کلْتا) اسمان مفردان غير مقنيين وإن أفادا التثنية».


(١) هذا يُعرف في اللغة بـ (الإتباع) والكلمة الثانية من كل مثال لا معنى لها، قال صاحب القاموس: بسن مُحَرَّكَة إتباع لـ (حَسَن) القاموس المحيط (بسن). ويُعرفُ ابن فارس الإتباع في كتابه الصاحبي في فقه اللغة بقوله: «هو أن تُتبع الكلمة على وزنها ورويها إشباعاً وتأكيداً» ثم يقول بعد هذا التعريف «وروي أَنَّ بَعْضَ العَرَبِ سُئل عن ذلك فقال: هو شَيء نَتِد به كلامنا ...» الصاحبي: ص ٢٧٠، وانظر اللسان: (بسن) و (نطش) و (نوع)، وأمالي القالي: ٢/ ٢٢٠، ومجالس ثعلب: ١/ ٧، ٢٧، والمزهر للسيوطي: ١/ ٤١٦ وما بعدها، وتاج العروس والصحاح: (بسن). وانظر الأصول: ٢/ ٢١.

(٢) (ورأيتهما كليهما ومررت بهما كليهما): ساقط من (ع).

(٣) في (ع) و (مل): (وكلا) بالواو.

(٤) في (مل) زيادة: (ورأيت كلا أخويك).

(٥) في (مل) زيادة: (ومررت بكلتا أختيك).