البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التوكيد

صفحة 284 - الجزء 1

  وليس كذلك ألف (على) وَ (لدى) و (إلى)؛ لأنَّهُنَّ حروف ساكنة من غير حروف المد واللين. والألف لا يتحرك البَتَّةَ، فتركوها مع الإضافة إلى المظهر على أصلها. ولما أضافوها إلى المضمر جعلوا مكان الألف ياء مفتوحا ما قبلها؛ ليدلوا على أنَّ الكلمات مبنيات بثبوت الياء، وقبلها فتحةٌ؛ لأنَّ الياء متى تحركَتْ وانْفَتَحَ ما قبلها صارت ألفا.

  فإن قيل: فلهذا⁣(⁣١) يَلْزَمُ في (لولا) مثل ذلك.

  قيل له: (لولا) لا يَتَّصِلُ بها ضمير بوجه من الوجوه في اللغة العالية، وهو قوله⁣(⁣٢) تعالى: {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ٣١}⁣(⁣٣) على أَنَّهُ قَدْ جَاءَ مَا أَنْشَدَهُ (سيبويه)⁣(⁣٤) (⁣٥):

  ٩١ - [وَ]⁣(⁣٦) كَمْ مَوْطِن لَوْلايَ طِحْتَ كَما هَوَى ... بِأَجْرامِهِ مِنْ قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي


(١) في الأصل: (فهذا)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) في الأصل: (وهو له تعالى) بسقوط (قو) من (قوله)، وما أثبته من (ع).

(٣) سبأ: (٣١).

(٤) في الأصل: (وسيبويه) بإقحام الواو. وما أثبته من (ع).

(٥) هو يزيد بن الحكم الثقفي:

٩١ - البيت من الطويل. وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٣٨٨، وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٨٥، والكامل: ٣/ ٣٤٥، وأمالي القالي: ١/ ٦٨، والخصائص: ٢/ ٢٥٩، والمنصف: ١/ ٧٢، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٧٧، ٢/ ٢١٢، والإنصاف: ٢/ ٦٩١، وابن يعيش: ٢/ ١١٨، ٩/ ٢٣، والمقرب: ١٩٣، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٧٨٦، ٣/ ١٦٥١، والمساعد: ٢/ ٢٩٢، ٢٩٣، والخزانة: ١/ ٤٩٦، ٢/ ٤٣٠، والمقاصد: ٣/ ٢٦٢، والأشموني: ٢/ ٢٠٦، ٤/ ٥٠، واللسان: (إما لا «لولا») برواية: (ومنزلة لولاي ..) وفي (جرم) و (هوى). وصدره في الهمع: ٢/ ٣٣. أجرام: جمع جرم وهو الجسد. النيق: أرفع موضع في الجبل. القلة: أعلى الجبل. المنهوي: الساقط.

(٦) تكملة من (ع).