البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 360 - الجزء 1

  قريبة منها، فقلبت اللام نونًا وأدغمت فيها، كما قالوا في (مُدَّكِر)⁣(⁣١)، الأصل فيه (مُذدَكر) الذال الأولى معجمة، والثانية غير معجمة، فقلبوا الأولى دالاً غير معجمة لقربها منها، وأدغموها فيها.

  واعلم أن من الناس من يشدّد جميع نونات المبهم فيقول: (هذان) و (اللتان) و (تان) و (ذان). فإن قيل: فنون التثنية أبداً خفيفة فلم شدّدت هذه النون؟ قيل له: عن ذلك جوابان: أحدهما: أنّهم شدّدوها؛ ليفرقوا بين نون المبهم وغير المبهم؛ لأن المبهم على غير منهاج التثنية. الثاني: أن هذه النون لما كانت عوضاً من الألف المحذوفة أشبهت الميم في قولنا: (اللَّهُمَّ)؛ لأن الميم عوض من (يا) فكما أن الميم مشدّدة كانت النون كذلك⁣(⁣٢) مشدّدة.

  فإن جمعت هذا الاسم المبهم قلت: (هؤلاء) ممدود ومقصور. و (أُولئك) و (أولاك)⁣(⁣٣) ممدود / ومقصور يستوي المذكر والمؤنث في ذلك ... والممدود هو الأصل قال تعالى: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا}⁣(⁣٤) وقال تعالى: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ}⁣(⁣٥) وأما من قصر فقال: إن (ها) حرف داخل على الاسم وقد صارا⁣(⁣٦) كأنهما شيء واحد فخففهما بالقصر، قال الشاعر⁣(⁣٧):


(١) في (ع): (مذكر) بالذال المعجمة، وهو تصحيف.

(٢) في (ع): (كذلك كان النون ...).

(٣) في الأصل رسمت (وألاك) بدون واو، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٤) الكهف: (١٥).

(٥) آل عمران: (١١٩).

(٦) في (ع): (صار)، وهو وهم.

(٧) غير معروف.