باب العطف وهو النسق
  قريبة منها، فقلبت اللام نونًا وأدغمت فيها، كما قالوا في (مُدَّكِر)(١)، الأصل فيه (مُذدَكر) الذال الأولى معجمة، والثانية غير معجمة، فقلبوا الأولى دالاً غير معجمة لقربها منها، وأدغموها فيها.
  واعلم أن من الناس من يشدّد جميع نونات المبهم فيقول: (هذان) و (اللتان) و (تان) و (ذان). فإن قيل: فنون التثنية أبداً خفيفة فلم شدّدت هذه النون؟ قيل له: عن ذلك جوابان: أحدهما: أنّهم شدّدوها؛ ليفرقوا بين نون المبهم وغير المبهم؛ لأن المبهم على غير منهاج التثنية. الثاني: أن هذه النون لما كانت عوضاً من الألف المحذوفة أشبهت الميم في قولنا: (اللَّهُمَّ)؛ لأن الميم عوض من (يا) فكما أن الميم مشدّدة كانت النون كذلك(٢) مشدّدة.
  فإن جمعت هذا الاسم المبهم قلت: (هؤلاء) ممدود ومقصور. و (أُولئك) و (أولاك)(٣) ممدود / ومقصور يستوي المذكر والمؤنث في ذلك ... والممدود هو الأصل قال تعالى: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا}(٤) وقال تعالى: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ}(٥) وأما من قصر فقال: إن (ها) حرف داخل على الاسم وقد صارا(٦) كأنهما شيء واحد فخففهما بالقصر، قال الشاعر(٧):
(١) في (ع): (مذكر) بالذال المعجمة، وهو تصحيف.
(٢) في (ع): (كذلك كان النون ...).
(٣) في الأصل رسمت (وألاك) بدون واو، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٤) الكهف: (١٥).
(٥) آل عمران: (١١٩).
(٦) في (ع): (صار)، وهو وهم.
(٧) غير معروف.