باب النداء
  الألف واللام؟ وعللتم ذلك بأنّ ما فيه الألف واللام معرفة و (يا) للتعريف وقلتم: لا يجتمع تعريفان في اسم واحد. قيل له: إِنَّا إِنّما نمنع(١) من الجمع بين تعريفين إذا كان التعريف حادثا بعلامة في اللفظ؛ لأنّ الإقبال عليه والقصد نحوه يغني(٢) عن الألف واللام، وكما لا يدخلان(٣) على هذا في غير النداء؛ لأن الإشارة أغنت عنهما. فأما ماهو تعريف بغير علامة فلا نمنع(٤) ... فإن قيل(٥): فإذا كنتم قد بنيتم المعارف على الضم لوقوعها موقع أسماء الخطاب فهلاً بنيتُمُ الاسم المضاف على الضم إذ هو(٦) معرفة وقد وقع موقعها؟ قيل له: الاسم المفرد أشبه المكنيات، وليس في المكنيات مضاف فمن هاهنا باين المفرد المضاف، وغلب على المضاف الإعراب، بدليل أن المبنيات مادامت مفردة فهي مبنية فإذا أُضيفت أعربت كقولنا: ذهب أمس، وذهب أَمْسُنا وأمسك، وما يجري هذا المجرى.
  فأما الأسماء المضافة فهي منصوبة أبداً على ما مضى.
  وأما ما أشبه المضاف لأجل طوله فهو ما كان الاسم الثاني(٧) من صلَةِ الاسم الأول، نحو قولهم: يا ضربا زيداً، ويا خيراً من عمرو، ويا حسنًا وَجْهُهُ. فلما افتقر الأول إلى الثاني أشبه المضاف؛ لأن المضاف مفتقر إلى ما أضيف إليه.
(١) في (ع): (قيل له إنما يمنع).
(٢) في (ع): (قد أغنى).
(٣) في (ع): (وكما لا يدخل الألف واللام ...).
(٤) في (ع): (يمتنع).
(٥) في (ع): (قال).
(٦) في (ع): (لأنه معرفة).
(٧) حذف الضمير العائد من الصلة إلى الموصول والتقدير: (... الاسم الثاني فيه من صلة ...).