باب إعراب الأفعال وبنائها
  الحركة سواء، تقول من ذلك(١): زَيْدٌ يَخْشى، وَلَنْ يَخْشَى، وَلَمْ يَخْشَ، وكذلك: هُوَ يَخْشاها، وَلَنْ يَخْشاها، وَلَمْ يَخْشَها، بحذف الألف للجزم، وكذلك أيضاً تحذفه(٢) في فعل الأمر، نحو: (اخْشَ) حُمِلَ الوقف على الجزم لما اشتبها في اللفظ والخط. فإن كان في آخر الفعل ياء أو واو كانا في الرفع ساكنين، نحو قولك: هُوَ يَرْمي وَيَغْزو(٣)، وإنّما سكنا استثقالاً للضمّة عليهما(٤)، ألا ترى أن (يغزو) لو ضممت الواو لاجتمع ثلاث ضمات: ضمة الزاي(٥)، والواو من جنس الضمة، [والضمة] عليها، فَحُذِفَتِ الضَمّة عن(٦) الواو تخفيفا [وبقيت] الواو ساكنة. وكذلك (يرمي) لو ضمت الياء [لكان يُؤدّي إلى] الخروج من كسر [إلى ضمّ وذلك] مستثقل، فَخُفِّفَت بحذف الضمة، فبقيت أيضاً ساكنة. فإذا صرت إلى النصب فتحتها لخفّة الفتحة، فقلت: لن يَرْميَ وَلَنْ يَغْزُو. فإذا صرت إلى الجزم حذفتهما، فقلت: لَمْ يَرْم، حذفت الياء، وبقيت كسرة الميم تدل عليها، وتقول: لَمْ يَغْرُ، حُذفت الواو، وبقيت ضمة الزاي بدلاً عنها(٧). وإِنَّما حُذَفَتَا؛ لأنهما تجريان مجرى الحركات على ما بَيَّنا، فكما كنت تحذف الحركات حذفت ما هو من جنسها. وكذلك إذا صرت إلى فعل الأمر قلت: ارْمِ، أَغْرُ، حُمِلَ(٨) الوقف على الجزم للمشابهة.
(١) هنا نهاية الورقة الساقطة من (ج) التي أشرنا إليها سابقاً.
(٢) في الأصل (تحذيعه)، وهو تحريف.
(٣) (يغزو) رُسمت في الأصل بألف التفريق، وهو خطأ.
(٤) في (ع): (عليها) وهو تحريف.
(٥) في الأصل: (ضمة الواو ...) يريد الضمة التي توجهها الواو على ما قبلها، وما أثبته من (ع)، لأنه أوضح.
(٦) في الأصل (على) وهو خطأ.
(٧) في (ع): (تدل عنها، وهو تحريف.
(٨) في (ع): (تَحْمِلُ).