باب إعراب الأفعال وبنائها
  قال: «فإن ثنيت الضمير / في الفعل، أو جمعته للمذكر، أو خاطبت المؤنث كان رفعه بإثبات(١) النّون، وجزمه ونصبه بحذفها، تقول: أَنْتُما تقومان، وهُما يقومان، وأنتم تنطلقون، وهُمْ ينطلقون، وأنت تذهبينَ وتنطلقين، ولم يقوما، ولَم ينطلقا، ولَم يَذْهَبوا، ولَمْ يَنطَلِقوا، وَلَمْ تَفعَلي(٢)، وأُحِبُّ أَنْ تَتَفَضَّلي(٣)».
  اعلم أن الألف في قولنا (يَضْرِبانِ) والواو في (يَضْرِبُونَ) والياء للمؤنث في (تَضْرِبِينَ) عند (سيبويه)(٤) أسماء تدل على التثنية والجمع والتأنيث، وليست كالف والواو [والنون](٥) في لغة مَنْ قال: قاما أخَواكَ، وقاموا إخْوانُكَ، وَقُمْنَ جواريك(٦)؛ لأن الألف والواو والنون في لغة هذا المتكلم حروف دلت على التثنية والجمع والتأنيث، وكان (أبو عثمان المازني) يقول(٧): هي حروف تدلّ على التثنية والجمع والتأنيث، والضمير مستتر في الفعل، كما أنك إذا قلت: زيد قام، فالضمير(٨) مستتر، فكذلك إذا قلت: الزَّيْدان قاما، فالضمير مستتر بحاله، والألف تدلّ على التثنية. وهذا ليس بصحيح؛ لأن النحويين أجمعوا أن قولنا: أَقومُ لِلْمُخْبِر(٩) عن نفسه ضميره مستتر فيه، وقولنا: قُمْتُ، التاء هي الاسم،
(١) في (مل): بثبات.
(٢) في (مل): (وَلِمَ لَمْ تَفْعلي ...).
(٣) في الأصل: رسمت (تَتَفَظلي) بالظاء.
(٤) الكتاب: ١/ ٥.
(٥) تكملة.
(٦) هذه لغة (أكلوني البراغيث) انظر ص ١٢٢ وما بعدها.
(٧) انظر شرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٧.
(٨) في الأصل: (والضمير)، وما أثبته من (ع).
(٩) في (ع): (للخبر)، وهو تحريف.