البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الأفعال وبنائها

صفحة 420 - الجزء 1

  قال: «فإن ثنيت الضمير / في الفعل، أو جمعته للمذكر، أو خاطبت المؤنث كان رفعه بإثبات⁣(⁣١) النّون، وجزمه ونصبه بحذفها، تقول: أَنْتُما تقومان، وهُما يقومان، وأنتم تنطلقون، وهُمْ ينطلقون، وأنت تذهبينَ وتنطلقين، ولم يقوما، ولَم ينطلقا، ولَم يَذْهَبوا، ولَمْ يَنطَلِقوا، وَلَمْ تَفعَلي⁣(⁣٢)، وأُحِبُّ أَنْ تَتَفَضَّلي⁣(⁣٣)».

  اعلم أن الألف في قولنا (يَضْرِبانِ) والواو في (يَضْرِبُونَ) والياء للمؤنث في (تَضْرِبِينَ) عند (سيبويه)⁣(⁣٤) أسماء تدل على التثنية والجمع والتأنيث، وليست كالف والواو [والنون]⁣(⁣٥) في لغة مَنْ قال: قاما أخَواكَ، وقاموا إخْوانُكَ، وَقُمْنَ جواريك⁣(⁣٦)؛ لأن الألف والواو والنون في لغة هذا المتكلم حروف دلت على التثنية والجمع والتأنيث، وكان (أبو عثمان المازني) يقول⁣(⁣٧): هي حروف تدلّ على التثنية والجمع والتأنيث، والضمير مستتر في الفعل، كما أنك إذا قلت: زيد قام، فالضمير⁣(⁣٨) مستتر، فكذلك إذا قلت: الزَّيْدان قاما، فالضمير مستتر بحاله، والألف تدلّ على التثنية. وهذا ليس بصحيح؛ لأن النحويين أجمعوا أن قولنا: أَقومُ لِلْمُخْبِر⁣(⁣٩) عن نفسه ضميره مستتر فيه، وقولنا: قُمْتُ، التاء هي الاسم،


(١) في (مل): بثبات.

(٢) في (مل): (وَلِمَ لَمْ تَفْعلي ...).

(٣) في الأصل: رسمت (تَتَفَظلي) بالظاء.

(٤) الكتاب: ١/ ٥.

(٥) تكملة.

(٦) هذه لغة (أكلوني البراغيث) انظر ص ١٢٢ وما بعدها.

(٧) انظر شرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٧.

(٨) في الأصل: (والضمير)، وما أثبته من (ع).

(٩) في (ع): (للخبر)، وهو تحريف.