باب إعراب الأفعال وبنائها
  أحرف(٨)، وينبغي أن يكون على سنّة بوزن (تَدْخُلينَ)، وأصله (تَغْزُوِيْنَ)(٩) فاستثقلت الكسرة على الواو فأُسقطت(١)، فبقيت الواو ساكنة وبعدها الياء ساكنة، فَحُذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الياء؛ لأنها ضمير الفاعلة(٢)، وكسرت الزاي لمكان الياء، ولو تركوا الزاي مضمومة لانقلبت الياء واوا، فكان(٣) يلتبس فعل المؤنّث الواحدة بفعل جماعة المذكرين أو المؤنثات، وكذلك ما أشبه هذا فقسه عليه.
  وأما (يَخْشَونَ) فسقطت الألف لالتقاء الساكنين وهي الواو مع الألف وبقيت الواو؛ لأنها ضمير الجماعة.
  قال: «وإن جمعت الضمير المؤنث كانت(٤) علامته نونا مفتوحة ساكنا ما قبلها ثابتة في الأحوال الثلاث، وذلك قولك: هُنَّ يَضْرِ بْنَ(٥)، وَلَنْ يَضْرِ بْنَ، وَلَمْ يَقُمْنَ وَلَمْ يَقْعُدنَ، قال تعالى: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}(٦) فاثبت النون في موضع النّصب لما ذكرتُ».
  وقد تقدم أن الفعل مع هذه النون مبني على السكون وذكرت العلة فيه، فلا طائل في إعادته.
  قال: «واعلم أن لفظ الوقف كلفظ الجزم سواء، تقول: اضرب، كما
(٨) في (ع): (عدد حروفه خمسة أحرف).
(٩) في (ع): (تعزوين) بالعين المهملة وهو تصحيف.
(١) في (ع): (فاسقطت الكسرة).
(٢) في (ع): (الفاعل).
(٣) في (ع): (وكان).
(٤) في (ع): (كان).
(٥) في (مل) زيادة: (وأنتن تضربن).
(٦) البقرة: ٢٣٧، وفي (مل) اقتصر في الشاهد على قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ}.