باب الشرط وجوابه
  وأما (حَيْثُ) فألزمت (ما) في المجازاة، ليدلوا بها على تغير(١٠) معناها التي كانت عليه، وإن كانت تدلّ على المكان. هذا كما ألزموا (إِنَّمَا، وَكَأَنَّمَا، وَرَبَّما)، فغيرت(١) (ما) عملهنّ، والمعنى باق. وذلك [أَنَّ](٢) (حيث) كان. من حقها أن توضح بالإضافة إلى الجملة فنقلوها عن بابها بإدخال (ما) عليها.
  فأما (أين ومتى، وأنّى، وأي حين) فهي ظروف، وعملها بتضمن (إن). وقد مضى ذكرها.
  قال: «والشرط وجوابه مجزومان، تقول: إن تَقُم أقم، تجزم (تقم) بـ (إن)، وتجزم (أقم) بـ (إنْ) وَ (تَقُمْ) جميعا(٣). وكذلك بقية أخواتها، تقول: مَنْ يَقُم أَقُمْ مَعَهُ، وَما تصنع أصنعه(٤)، وَأَيُّهُمْ يَمْش أَمْشَ مَعَهُ(٥)، وَمَهُما تَأْت آته، وأَيْنَ تَجْلس أَجْلِسَ، وَمَتى تَذْهَبْ أَذْهَبْ مَعَكَ، وَأَيَّ حين تَغْرُ أَغْرُ مَعَكَ، وَأَنَى تَنْطَلِق أَنْطَلِق(٦)، وَحَيْثُمَا تَكُنْ أَكُنْ(٧)، وَإِذْما تَزُرْني أَزُرْكَ، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا(٨) نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}(٩) وقال تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}(١٠)
(١٠) في (ع): (تغيير).
(١) في الأصل: (تغيرت) وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) تكملة من (ع).
(٣) في (ع): (... وأقم جميعا) وهو وهم.
(٤) في (مل): (أصنع).
(٥) في (مل): (وأيهم يحسن أحسن معه).
(٦) في (مل) زيادة: (معك).
(٧) في (مل) زيادة: (هناك).
(٨) في الأصل رسمت: (تعودوا)، وهو وهم.
(٩) النحل: (١٨).
(١٠) البقرة: (٢٧٢).