البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الشرط وجوابه

صفحة 448 - الجزء 1

  وأما (حَيْثُ) فألزمت (ما) في المجازاة، ليدلوا بها على تغير⁣(⁣١٠) معناها التي كانت عليه، وإن كانت تدلّ على المكان. هذا كما ألزموا (إِنَّمَا، وَكَأَنَّمَا، وَرَبَّما)، فغيرت⁣(⁣١) (ما) عملهنّ، والمعنى باق. وذلك [أَنَّ]⁣(⁣٢) (حيث) كان. من حقها أن توضح بالإضافة إلى الجملة فنقلوها عن بابها بإدخال (ما) عليها.

  فأما (أين ومتى، وأنّى، وأي حين) فهي ظروف، وعملها بتضمن (إن). وقد مضى ذكرها.

  قال: «والشرط وجوابه مجزومان، تقول: إن تَقُم أقم، تجزم (تقم) بـ (إن)، وتجزم (أقم) بـ (إنْ) وَ (تَقُمْ) جميعا⁣(⁣٣). وكذلك بقية أخواتها، تقول: مَنْ يَقُم أَقُمْ مَعَهُ، وَما تصنع أصنعه⁣(⁣٤)، وَأَيُّهُمْ يَمْش أَمْشَ مَعَهُ⁣(⁣٥)، وَمَهُما تَأْت آته، وأَيْنَ تَجْلس أَجْلِسَ، وَمَتى تَذْهَبْ أَذْهَبْ مَعَكَ، وَأَيَّ حين تَغْرُ أَغْرُ مَعَكَ، وَأَنَى تَنْطَلِق أَنْطَلِق⁣(⁣٦)، وَحَيْثُمَا تَكُنْ أَكُنْ⁣(⁣٧)، وَإِذْما تَزُرْني أَزُرْكَ، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا⁣(⁣٨) نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}⁣(⁣٩) وقال تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}⁣(⁣١٠)


(١٠) في (ع): (تغيير).

(١) في الأصل: (تغيرت) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) تكملة من (ع).

(٣) في (ع): (... وأقم جميعا) وهو وهم.

(٤) في (مل): (أصنع).

(٥) في (مل): (وأيهم يحسن أحسن معه).

(٦) في (مل) زيادة: (معك).

(٧) في (مل) زيادة: (هناك).

(٨) في الأصل رسمت: (تعودوا)، وهو وهم.

(٩) النحل: (١٨).

(١٠) البقرة: (٢٧٢).