باب الشرط وجوابه
  وقال (زهير):
  ١٦٠ - ... ... ... ومن لا يكرم نفسه لا يكر
  وقال الله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ(١) الْمَوْتُ}(٢)».
  اعلم أن جمهور النحويين اتفقوا على أن (إنْ) هي الجازمة لفعل الشرط بنفسها واختلفوا في جزم الجزاء. فمنهم / مَنْ يقول: إن الجزاء ينجزم بـ (إن) كما انجزم الشرط بها، وهو اختيار (أبي سعيد السيرافي)(٣)، وكان يقول: إن خبر المبتدأ ارتفع بالابتداء كالمبتدأ(٤) سواء كما تقول في (إنْ) إنها تجزم الجزاء. ومنهم من يقول(٥): إن الجزاء مجزوم بـ (إنْ) وبما بعدها من فعل الشرط. وكلام (سيبويه) محتمل للمعنيين جميعا؛ لأنّه قال: «وينجزم الجواب بما قبله»(٦) فيحتمل أن الشرط مع (إنْ) جميعاً جزما الجواب، ويحتمل أن (إن) وحدها جزمته. وقال قوم(٧): فعل الشرط جزم الجواب. والذي أملاه علينا شيخنا(٨): أن الشرط مع (إن) جميعا جزما الجواب لأنّهما تقدما على الفعل، فليس
١٦٠ - عجز بيت من الطويل، صدره: (وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبُ عَدُوا صَديقه) وهو في ديوانه: ٨٨، وشرحه لثعلب: ٣٢، وشرح المعلقات السبع للزوزوني: ١٧١، واللسان (كرم).
وصدره في إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٦٢٢، ٣/ ٣٨٦.
(١) رسمت في الأصل و (ع): (يُدْرِكُكُمْ) بفك الإدغام.
(٢) النساء: (٧٨).
(٣) شرح الكتاب: ج ٣ / الورقة: ٢٢٩ / (أ).
(٤) انظر شرح الكتاب: ج ٢ / الورقة: ٢٣ / (أ)، ج ٣ / الورقة: ٢٢٩ (أ).
(٥) هذا رأي الخليل والمبرد انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٥٤، والمقتضب: ٢/ ٤٨، والشرح للسيرافي: ج ٣ / الورقة: ٢٢٥ / (أ).
(٦) الكتاب: ١/ ٤٣٥.
(٧) هذا الرأي ينسب إلى الأخفش انظر شرح الرضي على الكافية: ٢/ ٢٥٤.
(٨) في (ع): (شيخنا أبو القاسم | ...).