البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثاني نظرة في الكتاب

صفحة 57 - الجزء 1

  وبين شواهد ابن جنّي شاهدين لفّق النحاة كل واحد منهما من بيتين، الأول هو الشاهد رقم (٦٩ - ٧٤):

  حاشا أبي ثوبان إن به ... ضنئًا على الملحاة والشتم

  وهو ملفق من بيتين هما:

  حاشا أبي ثوبان إن أبا ... ثوبان ليس ببكمه فدم

  عمرو بن عبد الله إن به ... ضنا على الملحاة والشتم

  والثاني هو الشاهد رقم (٤٧):

  فلا لغو ولا تأثيم فيها ... وما فاهوا به أبداً مقيم

  وهو ملفق أيضا من بيتين هما:

  فلا لغو ولا تأثيم فيها ... ولا غول ولا فيها مليم

  وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به أبداً مقيم

  والشريف في شرحه يلفق الشاهد رقم (١٧٠) وهو:

  فاما الصدور لا صدور لجعفر ... ولكن سيراً في عروض المواكب

  من بيتين ليسا من قصيدة واحدة، وليس رويهما واحدا، ولكنهما اتفقا في الوزن وموضع الاستشهاد، والبيتان هما:

  فأما الصدور لا صدور لجعفر ... ولكن أعجازاً شديداً ضريرها

  فأما القتال لا قتال لديكم ... ولكن سيراً في عروض المواكب

  فكأنه أراد أن ينشد البيت الأول، فلما أنهى صدره ظن أنه أنشد البيت الثاني فقال عجزه، وهذا كثيراً ما يحدث عندما يملي المرء شيئًا من محفوظاته، فينتقل ذهنه إلى شيء آخر يشابهه، وكم يخرج الواحد منا - وهو يقرأ ما يحفظ