الفصل الثاني نظرة في الكتاب
  من القرآن - من سورة إلى أخرى لتشابه آية فيهما.
  وشواهد ابن جنّي كلها لشعراء جاهليّين وإسلاميّن يحتج بشعرهم، وهي مشهورة في كتب النحو. وشواهد الشريف كذلك، إلا أنه ساق بيتًا للبحتري مثل به لدخول نون الوقاية بين (لعل) وياء المتكلم وهو ا الشاهد رقم (١٦٣). أما ما سيق منها للغة فهو معروف في كتبها، غير شاهدين لم أقف عليهما في شيء مما وقع تحت يدي من المصادر، ولم أقف أيضًا على أسماء قائليهما لا تتبعها في ديوانيهما أو في مظانهما من كتب اللغة والأدب، وهما:
  الشاهد رقم (١٦٣):
  والجيد منها جيدُ مُغْزِلَةٍ ... تعطو إذا ما طالها المرد
  وهو شاهد لغوي، ساقه الشريف شاهدا لـ (تعطو).
  والشاهد رقم (٢٢٠):
  لا يُمْسِكُ الخَيلَ إِلا رَيْتَ يُرْسِلُها
  وقد غلب على ظني أن هذا الشطر رواية في بيت أعشى باهلة:
  لا يُصعب الأمرَ إِلا رَيْتَ يَرْكَبُهُ ... وكلُّ شيء سوى الفحشاء يَأْتَمِرُ(١).
  وقد ساقه الشريف شاهداً على نيابة الفعل عن المصدر.
  وساق الشريف أيضاً بيتا من الأبيات التعليمية، وهو البيت رقم (٢):
  هويتُ السَّمانَ فَشَيَّبْنَني ... وما كنتُ قدما هويت السمانا
  على أن أحرف الزيادة مجموعة في قولهم: (هويت السمان).
(١) انظر: ص ٦٠٥.