البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 500 - الجزء 1

  قيل له عن ذلك أجوبة:

  أحدها: أن (سيبويه) لم يذكر في أبنية الأسماء (ديل)، فلا يصح ذكره في الأسماء.

  والثاني: ما ذكره (الأخْفَشُ)⁣(⁣١) أنّه يجيء مثل ذلك معرفة، والمعارف لا يُعوَّلُ عليها في الأبنية؛ لأنه يجوز أن يُسمّى بالفعل وبالحرف وبما لا نظير له في كلام العرب.

  الثالث: أن الراوي غلط وإنّما هو (دَئِلٌ) بالفتح دون الضم. قال (أبو سعيد)⁣(⁣٢) في الشرح: يجوز أن يكون (دُئِلُ) سُمِّي بالفعل، وإن كان من أسماء الأجناس؛ لأنّنا قد رأينا في أسماء الأجناس ما سمي بالفعل، كطائر⁣(⁣٣) سُمِّي تُنَوِّط⁣(⁣٤)، وهذا مثال للفعل وهو من (ناط ينوط)؛ وذلك أنّه يُعَلِّقُ عُشَهُ ضَرْبًا مِنَ التعليق المُحكم الذي يُتَعَجَّبُ منه. و (دُئِلٌ) من قولهم: (دَآلَ يَدالُ) وهو مَشي فيه بغي⁣(⁣٥) ونشاط، فيجوز⁣(⁣٦) أن تكون هذه الدابة لها مثل هذا المشي فَسُمِّيت به. انتهى قوله.

  واعلم أنك إذا سميت رجلاً بفعل الأمر قطعت الهمزة فقلت: هذا أضرب⁣(⁣٧) قد جاء؛ لأن المثال خرج عن الفعل إلى الاسم. وإنما دخلت ألف الوصل في


(١) انظر شرح الكتاب للسيرافي: ج ٤ / الورقة: ٨٣ / (ب) - ٨٤/ (أ). وشرح المفصل لابن يعيش: ١/ ٣٠.

(٢) شرح الكتاب: ج ٤ / الورقة: ٨٤/ (أ).

(٣) في الأصل: (الطائر)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٤) في (ع): (يَنوط) بالياء، وهو تصحيف.

(٥) في (ع): (نعي) بالنون، وهو تصحيف.

(٦) في الأصل: (ويجوز) بالواو، وما أثبته من (ع) لموافقته شرح السيرافي.

(٧) في الأصل ضبطت (أضرب) بالسكون، وهو وهم، والتصويب من (ع).