باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  قيل له عن ذلك أجوبة:
  أحدها: أن (سيبويه) لم يذكر في أبنية الأسماء (ديل)، فلا يصح ذكره في الأسماء.
  والثاني: ما ذكره (الأخْفَشُ)(١) أنّه يجيء مثل ذلك معرفة، والمعارف لا يُعوَّلُ عليها في الأبنية؛ لأنه يجوز أن يُسمّى بالفعل وبالحرف وبما لا نظير له في كلام العرب.
  الثالث: أن الراوي غلط وإنّما هو (دَئِلٌ) بالفتح دون الضم. قال (أبو سعيد)(٢) في الشرح: يجوز أن يكون (دُئِلُ) سُمِّي بالفعل، وإن كان من أسماء الأجناس؛ لأنّنا قد رأينا في أسماء الأجناس ما سمي بالفعل، كطائر(٣) سُمِّي تُنَوِّط(٤)، وهذا مثال للفعل وهو من (ناط ينوط)؛ وذلك أنّه يُعَلِّقُ عُشَهُ ضَرْبًا مِنَ التعليق المُحكم الذي يُتَعَجَّبُ منه. و (دُئِلٌ) من قولهم: (دَآلَ يَدالُ) وهو مَشي فيه بغي(٥) ونشاط، فيجوز(٦) أن تكون هذه الدابة لها مثل هذا المشي فَسُمِّيت به. انتهى قوله.
  واعلم أنك إذا سميت رجلاً بفعل الأمر قطعت الهمزة فقلت: هذا أضرب(٧) قد جاء؛ لأن المثال خرج عن الفعل إلى الاسم. وإنما دخلت ألف الوصل في
(١) انظر شرح الكتاب للسيرافي: ج ٤ / الورقة: ٨٣ / (ب) - ٨٤/ (أ). وشرح المفصل لابن يعيش: ١/ ٣٠.
(٢) شرح الكتاب: ج ٤ / الورقة: ٨٤/ (أ).
(٣) في الأصل: (الطائر)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٤) في (ع): (يَنوط) بالياء، وهو تصحيف.
(٥) في (ع): (نعي) بالنون، وهو تصحيف.
(٦) في الأصل: (ويجوز) بالواو، وما أثبته من (ع) لموافقته شرح السيرافي.
(٧) في الأصل ضبطت (أضرب) بالسكون، وهو وهم، والتصويب من (ع).