باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  أسماء قليلة، نحو: (ابن واسم) وأخواتها، ودخلت على الأسماء الجارية على أفعالها، نحو (انْطَلَقَ انطلاقا)، فأما سائر الأسماء فليس فيها همزة وصل.
  فأما القسم الذي يغلب عليه الفعل فكل ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع نحو (أَذْهَبُ، ونذهب، وتذهب، ويذهب)، فـ (أذهب) وزنه من الأسماء (أحمد)، فإذا كان معرفة لم تصرفه للتعريف ووزن الفعل، وكذلك (أَعْصُرُ) اسم رجل لا تصرفه معرفة؛ لأنّه على وزن (أَقْتُلُ)، وتصرف ذلك نكرة لزوال التعريف؛ لأن أحد السببين(١) لا يمنع الصرف. ولو سميت رجلاً بـ (تذهب(٢)) لم تصرفه لوزن الفعل والتعريف، وكذلك لو سميته (يَشْكُر)؛ لأنّه على وزن (يَقْتُلُ)(٣)، وكذلك (يَعْمَرُ)؛ لأنّه على وزن (يَذْهَبُ). / فإن قال قائل: لم صار هذا الوزن أخص بالفعل من الأسماء وأنت تقول: (أَحْمَدُ) في الأسماء و (أَصْفَرُ، وَأَحْمَرُ) وما أشبه ذلك(٤) كما تقول: (أَذْهَبُ) في الأفعل، وهما على حال سواء.
  قيل: هذه الهمزة دخلت على فعل المُتَكَلِّمِ لمعنى، ودخلت للتَّنَقُلِ(٥) كقولك: أَعْلَمْتُ زيداً عمراً خَيْرَ النّاسِ، وكذلك النون والتاء والياء دخلت لمعان في الأفعال، فصارت هذه الحروف كأنّها من نفس الفعل لما دخلت لمعنى فيه، وصار هذا الوزن للفعل، فلما دخلت الهمزة على (أَصْفَرَ، وَأَحْمَرَ) زائدة؛ لأنّه مأخوذ من الصفرة والحمرة، صار على وزن الفعل المقدم ذكره.
  فإن قيل: فهلا قلتم بأن همزة الأسماء دخلت عليها قبل دخولها على الأفعال.
(١) في (ع): (إحدى الشيئين)، وهو تحريف.
(٢) في (ع): (يذهب) بالياء.
(٣) في الأصل: (يقبل) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٤) في (ع): (... أحمد وأصفر وأحمر وما أشبهه في الأسماء).
(٥) في (ع): (للثقل)، وهو تصحيف.