البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 504 - الجزء 1

  يثبتان معا، والله أعلم.

  التأنيث:

  قال: «الأسماء المؤنثة على ضربين: مؤنّث بعلامة، ومؤنث بغير علامة. والعلامة على ضربين: هاء، وألف. فكل اسم فيه هاء التأنيث فإنّه لا ينصرف معرفة وينصرف نكرة، وذلك مثل: (طَلْحَة، وحَمْزَة)، تقول: رَأَيْتُ طَلْحَةَ وَطَلْحَةً آخَرَ⁣(⁣١)، ومَرَرْتُ بِعَزَّةَ وعَزَّةٍ أُخْرى. وإنما لم ينصرف⁣(⁣٢) لاجتماع التعريف والتأنيث فيه».

  اعلم أن ما فيه / هاء التأنيث على ضربين:

  ضرب دخلته الهاء للفرق بين المذكر والمؤنث نحو: قائم وقائمة، وضارب وضاربة فهذا تأنيث لا يُعتد به⁣(⁣٣) من العلل المانعة للصرف؛ لأنه يزول إذا سقطت الهاء.

  الثاني: ما كانت الهاء فيه أصليّة، نحو (تَمْرَةٍ، وَشَجَرَةٍ، وَحَصاة) فإنّه ينصرف مادام نكرة. فإن سميت به رجلاً لم تصرفه لاجتماع التعريف والتأنيث. وكذلك (حَمْزَةٌ، وطَلْحَةُ) إذا كانا معرفتين لم تصرفهما، وإن نكرتهما صارا كـ (شَجَرَةٍ، وَتَمْرَةٍ) فصرفتهما، وكذلك إن سميت رجلاً بـ (ضاربة) أو (قائمة) لم تصرفه؛ لأن الهاء دخلت لغير فرق، فصار اسمًا مؤننا معرفا.

  قال: «وأما ألف التأنيث فعلى ضربين: ألف مفردة، نحو (حبلى، وسكرى، وحبارى، وجُمادى). وألف وقعت بعد ألف زائدة، فحركت،


(١) في (مل) زيادة: (ومررت بحمزة وحمزة آخر).

(٢) في (مل) زيادة: (معرفة وانصرف نكرة).

(٣) في الأصل: (لا يعد به، وهو تحريف، والتصويب من (ع).