باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  فأما (تَتْرى) فَمَنْ نوّنها جعلها كـ (أَرْطُى) نكرة، وصرفها، وَمَنْ لَم يُنَوِّنْ جعل الألف للتأنيث كـ (حبلى).
  فأما (موسى، وعيسى) فإنّهما أعجميان لا ينصرفان في المعرفة وينصرفان في النكرة.
  وأما الألف الممدودة نحو: (حَمْراءَ، وَصَفْراءَ، وَعُشَراءَ)(١) وجميع الباب فإنّ الأصل فيه الألف المقصورة إلا أنّهم زادوا ألفًا قبل ألف التأنيث علامة للمد لمّا كان في كلامهم الممدود والمقصور فرقوا بينهما بزيادة ألف؛ لئلا يشتبها، فصارت الألفان زيدا معا، والثانية علامة للتأنيث؛ لأن علامة التأنيث لا تقع حشوا، فلما اجتمع ألفان قلبت ألف التأنيث همزة. فكل اسم مؤنث فيه ألفا تأنيث لا ينصرف معرفة ولا نكرة ولا مُكَبَّراً ولا مُصَغَرا؛ لأنّ التصغير لا يزيل العلامة عنه.
  فإن قال قائل: فقد جاء في الأسماء ما في آخره ألف زائدة وبعدها همزة، فتحتمل أن تكون ألفين، كما ذكرتم وذلك نحو: (عَلْباءِ، وَحِرْباء)(٢) وهما مصروفان.
  قيل له(٣): هذه الهمزة غير تلك؛ لأنّ الهمزة في (حمراء) وبابها منقلبة عن ألف، وفي (علباء، وحرباء) منقلبة [عن ياء](٤)، وكان الأصل (علباي، وحرباي) فقلبت الياءان همزتين على ما يوجبه حكم التصريف.
(١) «وناقة عُشَراء: مضى لحملها عشرة أشهر» اللسان (عشر).
(٢) والعلباء ممدود: عصب العنق اللسان (علب). وفيه «الحرباء: مسمار الدرع ... والحرباء: الظهر ... والحرباء: ذكر أم حبين» اللسان (حرب).
(٣) (له): ساقطة من (ع).
(٤) تكملة من (ع).