البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 527 - الجزء 1

  في العاشر، وقد توكات على مرفقيها فظهر بطنها⁣(⁣١).

  فإذا سميت بهذه الجموع ثم نكرتها بعد التسمية ففيها خلاف فعند (سيبويه)⁣(⁣٢) لا تنصرف لبقاء الوزن. وعند (الأخفش)⁣(⁣٣) تنصرف لذهاب التعريف. فإن صغرتها انصرفت لذهاب الوزن. ولو صغرت (سراويل) لم ينصرف؛ لأنّه في الأصل مؤنث، والتأنيث لا يزول بالتصغير. فأما (مَلائِكَةٌ، وَصَياقِلَةٌ) فمصروف؛ لأنّ في الواحد على زنته، نحو قولهم: (كَراهِيَةٌ، وَطَماعية، وطواعية).

  فأما إن وقع بعد الألف حرفان وحرف الإعراب منها ياء فإنك تصرف ذلك في الرفع والجر ولا تصرفه في النّصب. هذا مذهب (الخليل) و (سيبويه)⁣(⁣٤)؛ وذلك لأن هذه الياء تسقط في الرفع والجرّ فَعُوض من سقوطها إلحاق التنوين وعليه التنزيل، قال الله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}⁣(⁣٥) فإذا صاروا إلى النصب ثبتت الياء فاستكمل⁣(⁣٦) عدد الحروف فلم يصرف على أصل الباب.

  فأما الياء في (ثماني) فهي ياء النسب، وكان الأصل (تُمَني)، فَحُذْفَتْ إحدى اليائيين، وأبدل منها الألف، كما قالوا: (يمان) في (يمني)⁣(⁣٧) وقد جعلها بعض الشعراء⁣(⁣٨) جمعا⁣(⁣٩) غير مصروف في قوله:


(١) في (ع): (فتظهر بطنها، وتصح على لغة حكاها أبو عبيدة تؤنث (البطن) انظر اللسان (بطن).

(٢) الكتاب: ٢/ ١٦.

(٣) شرح السيرافي: ج ٤ / الورقة: ٥٦ / (ب).

(٤) انظر الكتاب: ٢/ ١٧.

(٥) الأعراف: (٤١).

(٦) في (ع): (وَيَسْتَكْمِلُ).

(٧) في (ع): (كما قالوا: في يماني: يمني) وهو سهو.

(٨) هو ابن ميادة.

(٩) في (ع): (جميعا) وهو تحريف.