باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  لأنه كـ (قيصوم)(١)، ومررتُ بديباج؛ لأنه كـ (ديماس)(٢)».
  اعلم أن هذا النوع من العجمية لم تعتد العرب بعجمته، بل أجروه مجرى الأسماء العربية، وأدخلوه في كلامهم وتصرفوا فيه بإدخال الألف واللام عليه كالأسماء النكرات؛ لأنه خف عندهم، فصار حكمه حكم الأسماء العربية النكرات، فهو أبداً مصروف، إلا أن يدخل عليه ما يمنعه من الصرف، وهو سببان من الأسباب التسعة، فإن دخل عليه سبب واحد انصرف. وذلك أن تُسَمِّي رجلاً بـ (ديباج) أو (نيروز) فإنك تصرفه؛ لأنّه ليس فيه غير المعرفة فهو كـ (زيد) و (عمرو)، إذ(٣) كانت العُجْمَةُ غير مُعتد بها على ما ذكرنا. والله أعلم.
  قال: «الثاني من الأعجمية مالا يدخله اللام، وذلك نحو (إبراهيم، وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب،(٤) وأيوب، وخُطْلِخ، وتكين، وَهَزار مرد). فهذا كله لا ينصرف معرفة للعجمة والتعريف، [و](٥) ينصرف نكرة. وإنما اعتد(٦) فيه بالعجمة؛ لأنّك لا تقول: الإبراهيم، ولا الخُطْلخُ، ونحو ذلك».(٧)
(١) والقيصوم: ما طال من العشب ... والقيصوم: من بنات السهل قال أبو حنيفة: القيصوم من الذكور ومن الأمرار، وهو طيب الرائحة من رياحين البر اللسان: (قصم).
(٢) «الديماس: الحمام ... وقال بعضهم: الديماس: الكن ... والديماس: السَّرَبُ ... والديماس: سجن الحجاج بن يوسف سمي به على التشبيه ...» اللسان: (دس).
(٣) في الأصل: (وإذا) وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٤) (يعقوب): ليست في (مل).
(٥) تكملة من (ع) و (مل).
(٦) في الأصل: (أعبد) وهو تصحيف والتصويب من (ع) و (مل).
(٧) في (مل): (ولا نحو ذلك).