البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 531 - الجزء 1

  للتعريف والتركيب. وانصرف نكرة، وذلك نحو: (حَضْرَمَوتَ، وَبَعْلَبَكَ، وَرامَهرمز و داراب جرد)⁣(⁣١)، وكذلك (معدي كرب)، ومنهم من يضيف (معدي) إلى (كرب) فيصرف (كَرْبًا) تارةً، ولا يصرفه أخرى، كأَنَّه - إذا لم يصرفه - مؤنث عنده. وكذلك (حَضْرَمَوْتَ) إِن شئت ركبت، وإن شئت أضفت فقلت: هذا حضرُ مَوْتِ، ونحو ذلك على طرائقه. إلا أن ياء (معدي) ساكنة على كل حال ركبت أو أضفت».

  اعلم أنه قد مضى أن التركيب أحد الأسباب التسعة. فإذا انضم إليه التعريف منعا الاسم أن ينصرف، فإن تنكر الاسم انصرف؛ لأن التركيب وحده لا يمنع الصرف على ما تقدّم في أن السبب الواحد غير مؤثر. فإذا سميت بهذا الاسم المركب فتحت آخر الاسم الأول، وأعربت الثاني بالرفع والنصب بغير تنوين كما تفعل بالاسم المفرد، تقول: هذا حَضْرَ مَوْتُ وَرَأَيْتُ حَضرموت، ومررتُ بحضرموت. كما تقول: هذا عُمَرُ، ورأيتُ عُمَرَ، ومررتُ بعُمَرَ، وإنما فُتح آخر الاسم الأول؛ لأنّهم شبهوا الثاني بتاء التأنيث، نحو (طلحة، وَحَمْدَةٍ، وَحَمْزَةٍ، وشَجَرَةٍ)⁣(⁣٢) وأشباه ذلك، فكما يُفْتَحُ ما قبلها / كذلك فتح ما قبل الاسم الثاني.


(١) حضرموت: ... قيل إنها سميت بحاضر ميت وهو أول من نزلها، ثم خفف بإسقاط الألف ... وهي ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود # ... معجم البلدان: ٢/ ٢٦٩.

«بعلبك: مدينة قديمة (تقع في الشام) فيها أبنية عجيبة، وآثار عظيمة، وقصور على أساطين الرخام. لا نظير لها في الدنيا ... وهو اسم مركب من بعل: اسم صنم وبَكَ: أصله من بَك عنقه أي دقها ... معجم البلدان: ١/ ٤٥٣.

«رامهرمز: ... معناها مقصود هرمز أو مراد هرمز ... وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان ... تجمع النخل والجوز والأترنج، وليس ذلك يجمع بغيرها من مدن خوزستان ...» معجم البلدان: ٣/ ١٧. «داراب جرد: ... ولاية بفارس ... ودار بجرد: قرية من كورة إصطخر، وبها معدن الزئبق. ودار ابجر أيضا: قرية بنيسابور ...» معجم البلدان: ٢/ ٤١٩.

(٢) في الأصل و (ع): ضبطت الألفاظ الأربعة بالفتحة على أنها ممنوعة من الصرف، وهذا خطأ، لأن فيها سبب واحد وهو التأنيث.