البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 532 - الجزء 1

  والشبه⁣(⁣١) بينهما أنّ النّاء وقعت بعد ثلاثة أحرف لمعنى وكذلك الاسم الثاني. ومن الناس مَنْ يُضيفُ الأول إلى الثّاني فَيُعْرِبُ الأول بما يستحقه من الحركة، ويَجُرُّ الثاني بالإضافة إن كان مما ينصرف، وإن كان غير منصرف فتحته. وأما (معدي كرب) فيستعمل مركبا وغير مركب، ويستعمل (كَرْب) منصرفًا وغير منصرف. فَمَنْ صرفه ذَكْرَ، وَمَنْ لم يصرفه أنتَ. وياء (معدي) في الأحوال كلها ساكنة والذي أوجب سكونها أنّها وقعت حشواً بين الاسمين؛ لأن المركب عندهم كالاسم الواحد، فأجروها مجرى حرف من نفس الكلمة فسكنوها. وقال قوم: خالفت هذه الياء ياء (قاضي،⁣(⁣٢) وغازي) بتركيبها، فازدادت ثقلاً بالتركيب، فسكنوها.

  قال: «فإن كان الاسم الثاني أعجميا صوتا بُني على الكسر ألْبَتَّةَ، ولم ينصرف معرفة، وانصرف نكرة، وذلك نحو قولك⁣(⁣٣): هذا سيبويه ومعه سيبويه آخر، ورأيتُ عَمْرَوَيْهِ وَعَمْرَوَيْهِ آخَرَ. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  ١٩٥ - يا عَمْرَوَيْهِ انْطَلَقَ الرِّفَاقُ

  وأنت لا تبكي وَلَا تَشْتاقُ


(١) في الأصل: (والتشبيه)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) انظر شرح المفصل لابن يعيش: ٤/ ١٢٤.

(٣) في (مل): (وذلك قولك: هذا سيبويه وعمرويه وحمدويه تقول: هذا سيبويه ...).

(٤) غير معروف.

١٩٥ - البيتان من مشطور الرجز.

وهما في المقتضب: ٣/ ١٨١.

والأول في ابن يعيش: ٩/ ٣٠.

ضبطه محقق اللمع بسكون القاف، ظانا أن الروي مُقيَّد، والوزن على ضبطه لا يستقيم.