البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 570 - الجزء 1

  يجوز أن تحذفها فثبتت، إلا أنّك تقلبها ياء على. فهذا وجه لزوم حذف الزائد الآخر وترك الحذف.

  فأما العيضموزُ: فهي الناقة المُسِنَّةُ والعَيْسَجور: فهو الشديد من الإبل.

  قال: «فإن كان في الاسم هاء التأنيث، وكان على (فَعْلَة) جمعته بالألف والتاء وحركت العين بالفتح وذلك نحو: جَفْنَةٍ وَجَفَنَاتٍ، وَقَصْعَةِ وَقَصَعات. فإن كان (فَعَلَةٌ) وصفا لم تحرك عينها نحو: صَعْبَةٍ وَصَعْبات، وَخَدَلَةٍ وَخَدلات⁣(⁣١) (⁣٢). فإن كانت العين معتلة أو مدغمة أقررتها على سكونها، وذلك نحو: جوزَةٍ وَجَوزات، وبيضة وبيضات، وَسَلَّةٍ وَسَلَاتِ، وَمَلَةٍ وَمَلات⁣(⁣٣)».

  اعلم أن كل اسم على وزن (فَعْلَةٍ) بفتح الفاء وسكون العين إذا جُمِعَ بالألف والتاء حركوا العين؛ ليفرقوا بحركتها بين الاسم والصفة، وكان الاسم بالحركة أولى لتمكنه⁣(⁣٤) وقوته، ألا ترى أن الصفة فرع على الموصوف، والفرع أضعف من الأصل، فتنزّلت منزلة الفعل الذي هو فرع على الاسم، ويفتقر إلى فاعل كافتقار الصفة إلى الموصوف. فلما ثَقُلَتِ الصفة لم يحركوها، وحركوا الاسم لخفته. فإن كانت العين معتلة أقررتها على سكونها، وذلك لأنّك لو حركتها لانقلبت ألفا على ما يوجبه حكم التصريف؛ لأنّ الواو والياء متى تحركتا وانفتح ما قبلهما قلبتا⁣(⁣٥) ألفين فكنت تقول: باضات وجازات. وقد حكي أن بعض الناس


(١) في الأصل رُسمت (وخدلاة)، وهو خطأ، والتصويب من (ع).

(٢) «والخدلة من النساء: الغليظة الساق الميستديرتها» اللسان: (خدل).

(٣) «رجل مَلَةٌ إِذا كان يمل إخوانه سريعا». اللسان (ملل).

(٤) في الأصل: (لتمكينه)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) في الأصل: (قلبا) وما أثبته من (ع)؛ لأنّ يناسب (تحركتا) قبلها.