البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 591 - الجزء 1

  (الذي) وبين (أي)؟

  قيل له: الفرق بينهما أن (الذي) لا تكون إلا مبنيّة، وقد مضى بيان ذلك، و [أما]⁣(⁣١) (أَيُّ) فإنّها في عموم الأحوال وعلى أكثر الأقوال معربة؛ لأنّها لا تكون إلا مضافة، والاسم لا يضاف إلا بعد تمامه؛ فلذلك أُعْرِبَت؛ لأنّها لم تشابه الحرف.

  قال: «واعلم أن هذه الأسماء لا تتم معانيها إلا بصلات تُوَضُحُها وتُخَصصها، ولا تكون صلاتها إلا الجمل والظروف. ولابد في الصلة من ضمير يعود إلى الموصول⁣(⁣٢). ولا يجوز تقديم الصلة ولاشيء منها على الموصول، ولا الفصل بينهما بالأجنبي⁣(⁣٣). ولا تكون الصلة إلا جملة خبرية تحتمل الصدق والكذب، ولا تعمل الصلة في الموصول ولا في شيء قبله».

  اعلم أن هذه الأسماء الناقصة إنّما لا تَتِمُّ إلا بصلاتها؛ لأنها مع صلاتها بمنزلة اسم واحد، والاسم الواحد لا يتم ببعض⁣(⁣٤) حروفه دون بعضها، ولا يدخل تحته معنى مفهوم، ولا تقع به فائدة، وكذلك⁣(⁣٥) هذه الأسماء، ما لم تتم بصلاتها، لا تُفيد، ولا تكون صلاتها إلا الجمل والظروف. والجمل التي توصل بها على ضربين: جملة مركبة من فعل وفاعل، وجملة مركبة من مبتدأ وخبر. و [أما]⁣(⁣٦) الظرف فهو ينوب عن الجملة من الفعل والفاعل. وكلّ ذلك يجوز أن يكون صلة


(١) تكملة.

(٢) في الأصل: (الموصوف)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في (مل): (ولا يجوز الفصل بين الصلة والموصول بأجنبي).

(٤) في (ع): (بعض) بإسقاط باء الجر. وهو تحريف.

(٥) في (ع): (فكذلك).

(٦) تكملة. وفي (ع): (والظروف ...).