البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 594 - الجزء 1

  وكذلك قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}⁣(⁣١) فجاء على لفظ (مَنْ) ثم قال تعالى: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١١٢}⁣(⁣١) على معناها.

  فأما (ما، وأي) فتوصلان بما ذكرنا أنه توصل به (مَنْ)، وقد ذكرنا معانيهما.

  وقد جاءت (ما، وَمَنْ) نكرتين موصوفتين غير موصولتين، فتكون (مَنْ) بمنزلة (إنسان)، و (ما) بمنزلة (شيء)، وإذا كانتا كذلك لزمتهما الصفة؛ لتكون لهما كالصلة، تقول من ذلك: مررتُ بمن منطلق، ورأيتُ من منطلقا، ومررتُ بما طيب، ورأيتُ ما طَيِّباً، قال (الأنصاري)⁣(⁣٢):

  ٢١٦ - وَكَفَى بِنا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرِنا ... حُبُّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ إِيَّانا

  فوصف (مَنْ) بـ (غَيرنا) فنكَره⁣(⁣٣). فإن قيل: كيف يكون موصوف لا يحسن السكوت عليه؟

  قيل له: لا يمتنع⁣(⁣٤) ذلك، كما لم يمتنع في قولنا: يا أَيُّها الرَّجُلُ، فـ (أيُّ)


(١) البقرة: (١١٢).

(٢) هو حسان بن ثابت الأنصاري.

٢١٦ - البيت من الكامل.

وهو في زيادات ديوانه: ٥١٥، وسيبويه: ١/ ٢٦٩، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ٢١، ٢٤٥، ومجالس ثعلب: ١/ ٢٧٣، والجمل: ٣١١، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٢٧، ٣/ ٤١٠، ومعاني الحروف للرماني: ١٥٤، وسر الصناعة: ١/ ١٥٢، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٦٩، ٣١١، وابن يعيش: ٤/ ١٢، والمقرب: ١/ ٢٠٣، والمغني: ١١٦، ٣٦٤، والمقاصد: ١/ ٤٨٦، والهمع: ١/ ١٦٧.

وصدره في المغني: ٣٦٦، والهمع: ١/ ٩٢.

(٣) في (ع): (وكسره) وهو تحريف.

(٤) في (ع): (لا يمنع ذلك).