باب الموصول والصلة
  وكذلك قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}(١) فجاء على لفظ (مَنْ) ثم قال تعالى: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١١٢}(١) على معناها.
  فأما (ما، وأي) فتوصلان بما ذكرنا أنه توصل به (مَنْ)، وقد ذكرنا معانيهما.
  وقد جاءت (ما، وَمَنْ) نكرتين موصوفتين غير موصولتين، فتكون (مَنْ) بمنزلة (إنسان)، و (ما) بمنزلة (شيء)، وإذا كانتا كذلك لزمتهما الصفة؛ لتكون لهما كالصلة، تقول من ذلك: مررتُ بمن منطلق، ورأيتُ من منطلقا، ومررتُ بما طيب، ورأيتُ ما طَيِّباً، قال (الأنصاري)(٢):
  ٢١٦ - وَكَفَى بِنا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرِنا ... حُبُّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ إِيَّانا
  فوصف (مَنْ) بـ (غَيرنا) فنكَره(٣). فإن قيل: كيف يكون موصوف لا يحسن السكوت عليه؟
  قيل له: لا يمتنع(٤) ذلك، كما لم يمتنع في قولنا: يا أَيُّها الرَّجُلُ، فـ (أيُّ)
(١) البقرة: (١١٢).
(٢) هو حسان بن ثابت الأنصاري.
٢١٦ - البيت من الكامل.
وهو في زيادات ديوانه: ٥١٥، وسيبويه: ١/ ٢٦٩، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ٢١، ٢٤٥، ومجالس ثعلب: ١/ ٢٧٣، والجمل: ٣١١، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٢٧، ٣/ ٤١٠، ومعاني الحروف للرماني: ١٥٤، وسر الصناعة: ١/ ١٥٢، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٦٩، ٣١١، وابن يعيش: ٤/ ١٢، والمقرب: ١/ ٢٠٣، والمغني: ١١٦، ٣٦٤، والمقاصد: ١/ ٤٨٦، والهمع: ١/ ١٦٧.
وصدره في المغني: ٣٦٦، والهمع: ١/ ٩٢.
(٣) في (ع): (وكسره) وهو تحريف.
(٤) في (ع): (لا يمنع ذلك).