البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 595 - الجزء 1

  موصوف، ولا يحسن السكوت عليه، بل جُعِلا كالشيء الواحد، فكذلك (ما⁣(⁣١)، ومن) بمثابته.

  قال: «فإن كان الضمير⁣(⁣٢) في الصلة منصوبا متصلاً بالفعل جاز حذفه جوازاً حسناً لطول الكلام⁣(⁣٣)، فتقول: كَلَّمْتُ [الَّذي] كَلَّمْتَ، أي الذي كَلَّمْتَهُ، فحذفت الهاء لطول الكلام. فإن انفصلت لم يجز حذفها، تقول: الذي مررت به زيد، ولا يجوز⁣(⁣٤): الذي مررتُ زيد، لانفصال الضمير من الفعل، واتصاله بالباء⁣(⁣٥)، ولو قلت: ضربت الذي قامت هند، لم يَجُز؛ لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على الموصول من صلته، فإن قلت: (عنده) أو (معه) أو نحو ذلك، صحت المسألة بعود الضمير من الصلة».

  اعلم أن الصلة لابد لها من ضمير يرجع إلى الموصول؛ لتكون متعلقة به، ولولا الضمير لما صحت المسألة، كما أن خبر المبتدأ - إذا كان جملة - لابد له من ضمير يرجع إلى المبتدأ، ومتى تَعَرّى من الضمير لم يُفد⁣(⁣٦). والضمير الراجع من الصلة إلى الموصول على ثلاثة أضرب: مرفوع ومنصوب ومجرور. وهو على ضربين: منفصل ومتصل.


(١) في (ع): (وكذلك في ما ...).

(٢) في (مل): (فإن كان ضمير الذي في ...).

(٣) في (مل): (لطول الاسم)، وهو وهم.

(٤) في (ع) و (مل): (ولا تقول ...).

(٥) في (مل): (بالياء)، وهو تصحيف.

(٦) في (ع): (ومتى تعرى من ضمير يرجع إلى المبتدأ، ومتى تعرى من ضمير لم يفد) بإقحام: (ومتى تعرى ... المبتدأ).