باب الموصول والصلة
  فالمجرور كله متصل، سواء اتصل باسم أو حرف ولا يجوز حذفه ألبَتَّةَ.
  والمرفوع على ضربين: منفصل ومتصل، ولا يجوز إسقاطه إذا كان أحد جزأي الجملة، وقد أُسقط المنفصل في الضرورة(١)، نحو قولهم: جاءني الذي راكب، على تقدير: الذي هو راكب، وهو قبيح.
  وأما المنصوب فعلى ضربين أيضًا: متصل ومنفصل، فالمنفصل لا يجوز إسقاطه؛ لئلا تبقى الصلة بغير ضمير. وأما المتصل فجاز إسقاطه تخفيفا(٢) لما توالت الحركات نحو قوله تعالى: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ٤١}(٣) تقديره - والله أعلم - أهذا الذي بعثه الله، فحذف الضمير تخفيفا، وهو مراد. فقس على ذلك ما يأتيك من الضمير.
  قال: «ولو قلت: ضربت التي سَوْطًا أخوها جعفر، لم يَجُز؛ لأنك فصلت بالسوط وهو أجنبي بين الصلة والموصول، وصحة المسألة أن تقول: ضربت التي أخوها جعفر سَوْطًا، أو ضربت سَوْطًا التي جعفر أخوها(٤)، أو سَوْطاً ضربت التي أخوها جعفر، كل ذلك جائز. ولكن لو قلت: سوطًا مررتُ بالذي ضربته، لم يجز؛ لأنك قدمت السوط، وهو منصوب بما في الصلة على الموصول. ولو قلت: جاءني الذي هل قام غلامه لم يجز؛ لأن الاستفهام لا يدخله صدق ولا كذب، فلذلك لا يكون صلة، وكذلك الأمر والنهي».
  اعلم أنا قد بينا أنه لا يجوز أن يُفصل بين الموصول وصلته بالأجنبي؛ لأنّ
(١) في الأصل: (... في الضرورة المنفصل ...) وما أثبته من (ع) لأنه أحكم.
(٢) في (ع): (تخفيفاً وإيجازا ...).
(٣) الفرقان: (٤١).
(٤) في (ع): (الذي أخوها جعفر)، وهو وهم.