البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 607 - الجزء 1

  ولا يجوز أن ينتصب (مسْمَع) هاهنا إلا بالمصدر، والذي هو (الضَّرْبُ) لأشياء منها: أن العامل يلي المعمول فهو أولى به⁣(⁣١). والثاني: أن ما قبله من العوامل إنّما يعمل بحروف الجرّ، ثُمَّ يسقط حرف الجر فيصل الفعل إلى (مِسْمَع) فينصبه على قول مَنْ يقول بهذه المقالة. وما قدمناه أولى؛ لأن العامل بلا حرف أولى من العامل بحرف وأقوى.

  قال: «فإن أضفت المصدر إلى الفاعل انجر، وانتصب المفعول به، وإن أضفته إلى المفعول انجر، وارتفع الفاعل به، تقول: عجبتُ من أكل زيد الخبز، ومن أكل الخبز زَيْدٌ، قال الشاعر⁣(⁣٢):

  ٢٢٣ - أفنى بلادي وَمَا جَمَعْتُ مِنْ نَشَب⁣(⁣٣) فَرْعُ القوافيز أفواه الأباريق يُروى⁣(⁣٤): أفواه الأباريق، وأَفواه الأباريق، رفعا ونصبا على ما مضى».

  اعلم أن الضرب الثالث من المصدر: هو أن يكون مضافا، وهو يجري في


(١) كذا في الأصل و (ع)، وهو خطأ والصواب أن يكون: أن العامل يليه المعمول ... أو أن المعمول يلي العامل ...

(٢) هو الاقيشر الاسدي.

٢٢٣ - البيت من البسيط.

وهو في المقتضب: ١/ ١٥٩، والجمل: ١٣٤، وإصلاح المنطق: ٣٣٨، والمؤتلف: ٥٦، والإنصاف: ١/ ٢٣٣، والمقرب: ١/ ١٣٠، والمغني: ٥٩١، والمقاصد: ٣/ ٥٠٨، واللسان: (قفز).

وعجزه في أوضح المسالك: ٣/ ٢١٣.

النشب: المال والعقار القواقيز: جمع قاقوزة وهي الكأس الصغير.

(٣) في (ع): (وما أبقيتُ من نشب).

(٤) في الأصل: (ويروى) بإقحام الواو، وما أثبته من (ع) و (مل).