باب النونين
  شبهوها بالجزاء والنهي نحو قول الشاعر(١):
  ٢٣٠ - يَحْسَبُهُ الجاهلُ ما لَمْ يَعْلَما
  شَيْخًا عَلى كُرْسَيْهِ مُعَمَّما(٢)
  وأما الفعل المعتل فهو كالصحيح في إلحاق النّون، فإذا ألحقتها فإن كان ما قبلها ألف، ولحقته النّون، فإنّك تَرُدُّهُ إلى الأصل الذي قُلبَتْ الألف(٣) عنه، تقول في الرفع: هل تُمحا(٤)، فإذا أكدت قلت: هل تُمْحَون، وتقول: هل تسعى(٥)، فإذا أكدت قلت: هَلْ تَسْعَينَ. فإن كان ما قبلها واو أو ياء أثبتها على كل حال في الأمر وغيره، تقول: (اغْزُوَنَّ، وَارْمِينَ)، وما أشبه ذلك.
  واعلم أن هذه النّون لا تدخل على الأفعال الماضية ولا على فعل الحال، وإنما تختص بالمستقبل على ما مضى.
  قال: «وتقول في التثنية: لتضربان(٦) زيدا، وفي الجمع: لا
(١) نسبه سيبويه إلى مساور العبسي، ونُسب إلى ابن جبابه اللص وأبي حيان الفقعسي وعبد بني عبس والعجاج ومساور العبسي والدبيري. انظر الخزانة والمقاصد.
٢٣٠ - - البيتان من مشطور الرجز.
وهما في سيبويه: ٢/ ١٥٢، والأصول: ٢٢/ ٢٠٩، والتبصرة: ١/ ٤٣١، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٨٤، والإنصاف: ٢/ ٦٥٣، وابن يعيش: ٩/ ٤٢، والمقرب: ٢/ ٧٤، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٤٠٦، والخزانة: ٤/ ٥٦٩، والمقاصد: ٤/ ٣٢٩، والأول في النوادر لأبي زيد: ١٦٤، والهمع: ٢/ ٧٨، والمساعد: ٢/ ٦٦٨، والأصول: ٢/ ١٧٩، وأوضح المسالك: ٤/ ١٠٦، واللسان: (روى). يصف وطب لبن علته رغوة اللبن وتكورت فوقه فأشبهت العمامة. انظر الخزانة.
(٢) في (ع): (معلما)، وهو تحريف.
(٣) (الألف): ساقطة من (ع).
(٤) في (ع): (تمحو)، وهو وهم.
(٥) في (ع): رسمت (تسعا).
(٦) في (مل): (لا تضربان) وما في النسخ التي أشار إليها المحقق في حاشيته أولى، وهو موافق لأصلنا، وذلك لقوله بعد ذلك: «لم تحذف الألف من لتضربان».