البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النونين

صفحة 614 - الجزء 1

  شبهوها بالجزاء والنهي نحو قول الشاعر⁣(⁣١):

  ٢٣٠ - يَحْسَبُهُ الجاهلُ ما لَمْ يَعْلَما

  شَيْخًا عَلى كُرْسَيْهِ مُعَمَّما⁣(⁣٢)

  وأما الفعل المعتل فهو كالصحيح في إلحاق النّون، فإذا ألحقتها فإن كان ما قبلها ألف، ولحقته النّون، فإنّك تَرُدُّهُ إلى الأصل الذي قُلبَتْ الألف⁣(⁣٣) عنه، تقول في الرفع: هل تُمحا⁣(⁣٤)، فإذا أكدت قلت: هل تُمْحَون، وتقول: هل تسعى⁣(⁣٥)، فإذا أكدت قلت: هَلْ تَسْعَينَ. فإن كان ما قبلها واو أو ياء أثبتها على كل حال في الأمر وغيره، تقول: (اغْزُوَنَّ، وَارْمِينَ)، وما أشبه ذلك.

  واعلم أن هذه النّون لا تدخل على الأفعال الماضية ولا على فعل الحال، وإنما تختص بالمستقبل على ما مضى.

  قال: «وتقول في التثنية: لتضربان⁣(⁣٦) زيدا، وفي الجمع: لا


(١) نسبه سيبويه إلى مساور العبسي، ونُسب إلى ابن جبابه اللص وأبي حيان الفقعسي وعبد بني عبس والعجاج ومساور العبسي والدبيري. انظر الخزانة والمقاصد.

٢٣٠ - - البيتان من مشطور الرجز.

وهما في سيبويه: ٢/ ١٥٢، والأصول: ٢٢/ ٢٠٩، والتبصرة: ١/ ٤٣١، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٨٤، والإنصاف: ٢/ ٦٥٣، وابن يعيش: ٩/ ٤٢، والمقرب: ٢/ ٧٤، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٤٠٦، والخزانة: ٤/ ٥٦٩، والمقاصد: ٤/ ٣٢٩، والأول في النوادر لأبي زيد: ١٦٤، والهمع: ٢/ ٧٨، والمساعد: ٢/ ٦٦٨، والأصول: ٢/ ١٧٩، وأوضح المسالك: ٤/ ١٠٦، واللسان: (روى). يصف وطب لبن علته رغوة اللبن وتكورت فوقه فأشبهت العمامة. انظر الخزانة.

(٢) في (ع): (معلما)، وهو تحريف.

(٣) (الألف): ساقطة من (ع).

(٤) في (ع): (تمحو)، وهو وهم.

(٥) في (ع): رسمت (تسعا).

(٦) في (مل): (لا تضربان) وما في النسخ التي أشار إليها المحقق في حاشيته أولى، وهو موافق لأصلنا، وذلك لقوله بعد ذلك: «لم تحذف الألف من لتضربان».