باب النونين
  تذهبن معه، ومع التأنيث: لا تضربن زيدا، حذفت النون لزوال الرفع، وحذفت الواو والياء لسكونهما وسكون النون الأولى بعدهما، وبقيت الضمة والكسرة تدلآن عليهما، ولم تُحذف الألف من (لِتَضْرِبانُ)؛ لئلاً يُشبه الواحد، قال الله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ١٩}(١) وقال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨٩}(٢) (٣) وقال (تَأَبَّطَ شَرًّا):
  ٢٣١ - لَتَقْرَعَنُ عَلَى السِّنَّ مِنْ نَدَم ... إذا تذكَّرْتِ يَوْمًا بَعْضَ أَخْلاق».
  اعلم أن النون الخفيفة لا تدخل على فعل الاثنين ولا على فعل جماعة النساء؛ لامتناع أن تقع بعد ألف(٤)، وإنّما امتنع ذلك؛ لأنّ النّون الخفيفة ساكنة، والألف قبلها ساكن، ولا يجوز حذف أحدهما ولا تحريكه، أما الحذف فإنك لو حذفت لاشتبه بفعل الواحد، ولو حذفت النون لزال المعنى الذي دخلت لأجله. ولا يجوز تحريك الألف؛ لأنها تنقلب همزة، ولا يجوز تحريك النون لضعفها عن التنوين الذي يُحَرَّكُ لالتقاء الساكنين؛ لأنّ التنوين في الاسم، والاسم أقوى تمكنا من
(١) الانشقاق: (١٩). وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب وقرأ باقي العشرة (لَتَرْكَبَنَّ) بفتح الياء ولا شاهد فيها انظر السبعة: ٦٧٧، والنشر: ٢/ ٣٩٩.
(٢) يونس: (٨٩). وفي (ع): (تبتغان)، وهو تصحيف.
(٣) وهي قراءة العشرة عدا ابن عامر الذي قرأ: (تَتَّبعان) بإسكان التاء وتشديد النون في رواية، وفي أخرى (تشبعان) بإسكان التاء، وتخفيف النون. انظر السبعة: ٣٢٩، والنشر: ٢/ ٢٨٦ - ٢٨٧، والبدور الزاهرة: ١٤٨.
٢٣١ - البيت من البسيط.
وهو في ديوانه: ١١٣، والمفضليات: ٣١، والمنصف: ٣/ ١٢٤، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٩٨، والمغني: ١٣.
(٤) في (ع): (بعد الألف).