باب النسب
  المتحركة ألفا، ويحتاجوا إلى أن يقلبوا منها واواً، فكان(١) يؤدي إلى إعلال ثان، فآثروا حذف المتحركة.
  قال: «فإن كانت قبل الطرف ياء ساكنة زائدة، وفي الكلمة تاء التأنيث، حذفت التّاء، ثُمَّ حذفت لحذفها اليساء الزائدة، ثُمَّ أبدلت من الكسرة قبلها - إن كانت هناك كسرة - فتحة، تقول في حنيفة: حنفي، وفي ربيعة: ربعي، وفي بجيلة: بَجَليَّ، وفي جُهَيْنَةَ: جُهَني، وفي قريْظَةَ: قُرَظي، وربّما شد من ذلك الشيء القليل، فلم تُحذف ياؤه، قالوا في السليقَةِ(٢): سليقي، وفي الخريبَةِ: خُريبي(٣)».
  اعلم أن كل اسم على وزن (فَعِيْلَةٍ) أو (فُعَيْلَةٍ) إذا نسبت إليه فإن العرب تحذف الياء منه، وإنما حذفوها؛ لأنّهم حذفوا تاء التأنيث؛ لئلا تحصل حَشْوا، وعلامة التأنيث لا تكون حَشْواً، ثُمَّ جاؤوا بياء النسب، وكسروا لها ما قبلها، فاجتمع الياء والكسرة وياء النسب، فخففوه بحذف الياء(٤)، فقالوا: حنفي، وجهني، هذا هو القياس الصحيح.
  فأما خُرَيْبي، وَسَليقي في النسب إلى السَّليقَةِ، والخُرَيْبَةِ فشاذُ يسمع سماعا، ولا يقاس عليه.
  قال: «فإن كانت(٥) قبل الياء واو(٦) لم تُحذف الياء، قالوا في
(١) في (ع): (وكان).
(٢) السليقة: الطبيعة والسجية. اللسان (سلق).
(٣) خريبة: محلة مشهورة بالبصرة. انظر الأنساب: ٥/ ٩٩، ومعجم البلدان: ٢/ ٣٦٣.
(٤) (بحذف الياء): ساقط من (ع).
(٥) في (مل): (كان).
(٦) في (ع): (قبل الواو ياء ...) وهو خطأ.