البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التصغير

صفحة 639 - الجزء 1

  فأما ياء (ريح) فإن أصلها الواو لقولك في جمعها: أرواح، فترد الياء في التصغير إلى أصلها. وَحُكي عن (السجستاني) أن (عمارَةَ بن عَقيل)⁣(⁣١) غلط في المسألة فقال: أرياح، قال فأنشدته⁣(⁣٢) (⁣٣):

  ٢٣٩ - ... ... ... إِذَا هَبَّ أَرْواحُ الشَّتاءِ الزَّعَازِعُ

  فقال: أما ترى في المصحف (وَتَصْرِيفِ الرِّياح)⁣(⁣٤). فأخذ طريق القياس وأخطأ. فأما ديمة والأصل فيها الواو؛ لأنّها من دام يدومُ، وَدَوَمَتْ عليه السماء. فلهذا أُردت⁣(⁣٥) في التصغير إلى أصلها، وكذلك كلّ ياء وقعت ثانية، وهي بدل من واو، نحو: ميزان وميعاد، فإنك تردّها في التصغير إلى الواو، وكان الأصل فيها: موزان وَمَوْعادٌ⁣(⁣٦)، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.


(١) وهو عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير الشاعر بن عطية بن الخطفى كان واسع العلم، كثير الفضل، أخذ عنه أبو العيناء والمبرد. انظر ترجمته في تاريخ بغداد: ١٢/ ٢٨٢، وطبقات الشعراء لابن المعتز: ٣١٦، ونزهة الألباء: ١٧٤.

(٢) في الأصل: (وَأَنْشَدَتُهُ) بالواو، وما أثبته من (ع).

(٣) البيت للفرزدق.

٢٣٩ - عجز بيت من الطويل صدره: (منا الَّذِي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَماحَةً).

وهو في ديوانه: ١/ ٤١٨ برواية: (وجوداً إذا هب الرياح الزعازعُ) وعلى هذه الرواية يفوت موضع الشاهد. والبيت برواية الديوان في سيبويه: ١/ ١٨، والمقتضب: ٤/ ٣٣٠، والكامل: ١/ ٣٣، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٦٤٢، وأمالي ابن الشجري: ٣٦٤، والخزانة: ٣/ ٦٧٢. وبرواية المؤلف في ابن يعيش: ٥/ ١٢٣، ٨/ ٥١. وصدره في ابن يعيش: ٨/ ٥٠، والهمع: ١/ ١٦٢. الزعازع: الشديدة.

(٤) البقرة: (١٦٤). والجاثية: (٥).

(٥) في (ع): (رُدَّت).

(٦) في (ع): (ميزان وميوعاد)، وهو - خطأ.