البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ألفات القطع والوصل

صفحة 656 - الجزء 1

  نحو: الدوديت.

  وأما اللذان أصلهما الرباعي فنحو: اقْشَعرَرْتُ، وَاحْرَنْجَمْتُ وإِنما قلنا: سبعة في الأول، وثمانية في الثاني⁣(⁣١)؛ لأنَّ (افعَنلَلتُ)⁣(⁣٢) قد يكون وزنا لـ (اقْعَنسَسْتُ)، وإحدى السينين زائدة، وتكون وزنا لـ (احْرَنْجَمْتُ)، والجيم والميم زائدتان.

  فالألف في جميع هذه الأفعال مكسورة إلا أن يكون الثالث مضموما فَتَضمها، نحو قولك: أستضعف، وأستحقر⁣(⁣٣). وجميع مصادر هذه الأفعال ألفه الف وصل. فأما أكْرَمَ إِكْرَاماً، وأَجْمَلَ إجمالاً، فجاءت الألف مكسورة في المصادر، والأفعال ألفها مفتوحة؛ لِيُفَرِّقوا بين الجمع والمصدر. [وَقُرِئَ: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ٤٠}⁣(⁣٤) بالفتح والكسر⁣(⁣٥)، فَمَنْ فتح أراد جمع دبر، ومن كسر أراد المصدر]⁣(⁣٦) وكذلك {إِدْبَارَ النُّجُومِ ٤٩}⁣(⁣٧) (⁣٨).

  قال: «وأما دخولها في الأفعال ففي موضعين:

  أحدهما: الماضي إذا تجاوزت عِدَّتُهُ أربعة أحرف، وفي أوله


(١) يريد أنه ذكر أولاً أن أوزان المصادر التي تدخل عليها همزة الوصل ذات الأصول الثلاثية سبعة ثم عندما عدها عد ثمانية. وعلل سبب ذلك في أن (افعنللت) مشترك بين الثلاثي والرباعي.

(٢) في الأصل و (ع): (افعالت) وهو تحريف.

(٣) في الأصل (احتقر) وهو تحريف والتصويب من (ع).

(٤) ق: (٤٠).

(٥) الفتح قراءة أبي عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي ويعقوب والكسر قراءة باقي العشرة. انظر السبعة: ٦٠٧، والنشر: ٢/ ٣٧٦، والبدور الزاهرة: ٣٠١.

(٦) تكملة من (ع).

(٧) الطور: (٤٩).

(٨) لا خلاف بين العشرة في كسر الهمزة في هذا الموضع. انظر البدور الزاهرة: ٣٠٤.