باب ألفات القطع والوصل
  وأصله (احْمَرَر)، كما يقال: (مَدَّ)، وأَصله (مَدَدَ). وكذلك الكلام في سائر الأمثلة إنّما هو سُكِّنَ الأوّل فزادوا فيه همزة الوصل.
  فإن قيل: فلم فتحوا أوّل الثلاثي وضموا أوّل الرباعي؟ قيل له: اختاروا فتح مستقبل الثلاثي لقلة حروفه وكثرته في الكلام وخفّة الفتحة، وضموا الرباعي لكثرة حروفه وقلته، والضمة أثقل من الفتحة وأيضًا فإنّهم لما فتحوا أول مستقبل الثلاثي بقي معهم الضم والكسر، فلو كسروه لَثَقُلَ عليهم، فلهذا ضموه فقالوا في الرباعي: (أَكْرَمَ يُكْرِمُ)، فحذفوا الهمزة في المستقبل، وكان الأصل (يُؤَكْرِمُ)؛ ليكون على وزن (يُدَحْرِج)، إلا أنهم استثقلوا الجمع بين همزتين إذا أخبر الإنسان عن نفسه نحو قولك: (أُؤَكْرِمُ) ولما أسقطوا الهمزة في فعل المتكلم أسقطوها في جميع المضارع؛ لئلاً تختلف الأبنية في التصريف، وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر نحو قوله(١):
  ٢٤٣ - وَإِنَّهُ(٢) أهل لأن يُؤكرما
  وكقوله:
  ٢٤٤ - وصالِياتِ كَكَما يُؤثفين
  وفي «كساء مُؤَرنب(٣) (٤).
(١) غير معروف. قال البغدادي: «وهو مشهور في كتب اللغة قلما خلا عنه كتاب وقد راجعت المواد والمظان فلم أجد قائله ولا تتمته».
٢٤٢ - البيت من مشطور الرجز.
وهو في المقتضب: ٢/ ٩٦، والمنصف: ١/ ٣٧، ٢/ ١٨٤، والخصائص: ١/ ١٤٤، والتبصرة: ٢/ ٧٥١، والإنصاف: ١/ ١١، ٢٣٩، والمرتجل: ١٢١، وشرح شواهد شرح الشافية: ٥٨، والمقاصد: ٤/ ٥٧٨، ٥٩٣، والهمع: ٢/ ٢١٨، واللسان: (رنب)، (کرم). والتاج: (كرم).
(٢) في (ع): (لأنه)، وهو تحريف.
٢٤٤ - تقدم برقم (٨٦).
(٣) في (ع): (مُؤريت) وهو تصحيف.
(٤) كساء مؤرنب: خلط في غزله وبر الأرنب.