باب ألفات القطع والوصل
  فأما خُذ، وكُل، ومر(١)، فلم يُحْتَج فيهن إلى الهمزة لحركة الحرف الأول، وقد جمع في الشعر بينهما نحو قول الشاعر(٢):
  ٢٤٥ - تحمل حاجَتي وَاأْخُذ قواها ... فَقَدْ نَزَلَتْ بِمَنْزِلَةِ الضَّياعِ
  قال: «وأما دخولها في الحرف ففي موضع واحد، وهو(٣) لام التعريف نحو: الغلام والجارية فاللام(٤) وحدها للتعريف، والألف قبلها همزة وصل».
  اعلم أنه ليس في الكلام همزة وصل تدخل على حرف غير هذه الهمزة. فأما سائر الهمزات الداخلة على الحروف، فهي قطع نحو (إِنَّ) و (إما) و (أما) وأشباه ذلك. وهذه الهمزة أبداً تكون مفتوحة بخلاف سائر همزات الوصل، وإنما فتحوها؛ لتكون الهمزة الداخلة على الحرف بخلاف ما يدخل على الأسماء والأفعال، وذكر (سيبويه)(٥) أنّ هذه الهمزة شُبهت بألف (أَحْمَرُ) فَفُتِحَتْ كما فتح، وذلك أنه [ما](٦) من همزة إلا وتسقط إذا(٧) كان قبلها كلام أي(٨) كلام
(١) (مر): ساقطة من (ع).
(٢) هو طريح بن إسماعيل الثقفي.
٢٤٥ - البيت من الوافر.
وهو في أمالي القالي: ٢/ ٧٠، والسمط: ٢/ ٧٠٥ برواية: «تَخَلَّ بحاجتي واشدد قواها، وعليها يفوت الاستشهاد. ونقل صاحب السمط عن السيرافي في الإقناع أن بعض النحويين رواه: «تخل بحاجتي واأخذ قواها».
(٣) في الأصل و (ع): (وهي) وهو سهو، والتصويب من (مل).
(٤) في (مل): (واللام).
(٥) الكتاب: ٢/ ٦٣ - ٦٤، ٢/ ٢٧٣.
(٦) تكملة من (ع).
(٧) في الأصل: (إذ)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٨) (أي): ساقطة من (ع).