البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ألفات القطع والوصل

صفحة 659 - الجزء 1

  فأما خُذ، وكُل، ومر⁣(⁣١)، فلم يُحْتَج فيهن إلى الهمزة لحركة الحرف الأول، وقد جمع في الشعر بينهما نحو قول الشاعر⁣(⁣٢):

  ٢٤٥ - تحمل حاجَتي وَاأْخُذ قواها ... فَقَدْ نَزَلَتْ بِمَنْزِلَةِ الضَّياعِ

  قال: «وأما دخولها في الحرف ففي موضع واحد، وهو⁣(⁣٣) لام التعريف نحو: الغلام والجارية فاللام⁣(⁣٤) وحدها للتعريف، والألف قبلها همزة وصل».

  اعلم أنه ليس في الكلام همزة وصل تدخل على حرف غير هذه الهمزة. فأما سائر الهمزات الداخلة على الحروف، فهي قطع نحو (إِنَّ) و (إما) و (أما) وأشباه ذلك. وهذه الهمزة أبداً تكون مفتوحة بخلاف سائر همزات الوصل، وإنما فتحوها؛ لتكون الهمزة الداخلة على الحرف بخلاف ما يدخل على الأسماء والأفعال، وذكر (سيبويه)⁣(⁣٥) أنّ هذه الهمزة شُبهت بألف (أَحْمَرُ) فَفُتِحَتْ كما فتح، وذلك أنه [ما]⁣(⁣٦) من همزة إلا وتسقط إذا⁣(⁣٧) كان قبلها كلام أي⁣(⁣٨) كلام


(١) (مر): ساقطة من (ع).

(٢) هو طريح بن إسماعيل الثقفي.

٢٤٥ - البيت من الوافر.

وهو في أمالي القالي: ٢/ ٧٠، والسمط: ٢/ ٧٠٥ برواية: «تَخَلَّ بحاجتي واشدد قواها، وعليها يفوت الاستشهاد. ونقل صاحب السمط عن السيرافي في الإقناع أن بعض النحويين رواه: «تخل بحاجتي واأخذ قواها».

(٣) في الأصل و (ع): (وهي) وهو سهو، والتصويب من (مل).

(٤) في (مل): (واللام).

(٥) الكتاب: ٢/ ٦٣ - ٦٤، ٢/ ٢٧٣.

(٦) تكملة من (ع).

(٧) في الأصل: (إذ)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٨) (أي): ساقطة من (ع).