باب ألفات القطع والوصل
  اعلم أن همزة الاستفهام قطع، وحركتها الفتح، فإذا دخلت على همزة وصل، مكسورة كانت أو(١) مضمومة، سقطت همزة الوصل وثبتت همزة الاستفهام؛ لأنّها تُغني عنها، وقوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ١٥٣}(٢) يُقرأ بالوصل والقطع(٣)، فَمَنْ وصل أراد الخبر، ومن قطع أراد الاستفهام، والتقدير: أاصطفى، فاكتفى بإحداهما عن الأخرى. وقوله:
  اسْتَحْدَثَ الرَّكْب(٤) ... ... ... ... ... ...
  التقدير: أاسْتَحَدَثَ الرَّكْبُ. وقوله:
  فَقالَتْ: أَبْنُ قَيْس ذا ... ... ...
  إنما هو أَإِبْنُ(٥) قَيْس ذا، وقوله: يُعْجِبُها، أراد من العجب؛ لأنها تعجبت من شبيه.
  فأما إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة وصل مفتوحة، أبدلت من همزة الوصل مدة؛ لئلا يَلْتَبِس الكلام، قال الله تعالى: {آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ}(٦).
  فأما إن دخلت همزة الاستفهام على همزة قطع فلك فيها أربع طرائق: - تحقيق الهمزتين: (أَأَنْذَرْتَهُمْ)(٧).
(١) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).
(٢) الصافات: (١٥٣).
(٣) قرأ العشرة بقطع همزة (أصطفى) وروى ابن جماز اسماعيل عن نافع وأبي جعفر الوصل السبعة: ٥٤٩، والنشر: ٢/ ٣٦٠.
(٤) (الركب): ليست في (ع).
(٥) في (ع): (التقدير ابنُ ...).
(٦) الأنعام: (١٤٣)، (١٤٤).
(٧) البقرة: (٦).