البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ألفات القطع والوصل

صفحة 661 - الجزء 1

  اعلم أن همزة الاستفهام قطع، وحركتها الفتح، فإذا دخلت على همزة وصل، مكسورة كانت أو⁣(⁣١) مضمومة، سقطت همزة الوصل وثبتت همزة الاستفهام؛ لأنّها تُغني عنها، وقوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ١٥٣}⁣(⁣٢) يُقرأ بالوصل والقطع⁣(⁣٣)، فَمَنْ وصل أراد الخبر، ومن قطع أراد الاستفهام، والتقدير: أاصطفى، فاكتفى بإحداهما عن الأخرى. وقوله:

  اسْتَحْدَثَ الرَّكْب⁣(⁣٤) ... ... ... ... ... ...

  التقدير: أاسْتَحَدَثَ الرَّكْبُ. وقوله:

  فَقالَتْ: أَبْنُ قَيْس ذا ... ... ...

  إنما هو أَإِبْنُ⁣(⁣٥) قَيْس ذا، وقوله: يُعْجِبُها، أراد من العجب؛ لأنها تعجبت من شبيه.

  فأما إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة وصل مفتوحة، أبدلت من همزة الوصل مدة؛ لئلا يَلْتَبِس الكلام، قال الله تعالى: {آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ}⁣(⁣٦).

  فأما إن دخلت همزة الاستفهام على همزة قطع فلك فيها أربع طرائق: - تحقيق الهمزتين: (أَأَنْذَرْتَهُمْ)⁣(⁣٧).


(١) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).

(٢) الصافات: (١٥٣).

(٣) قرأ العشرة بقطع همزة (أصطفى) وروى ابن جماز اسماعيل عن نافع وأبي جعفر الوصل السبعة: ٥٤٩، والنشر: ٢/ ٣٦٠.

(٤) (الركب): ليست في (ع).

(٥) في (ع): (التقدير ابنُ ...).

(٦) الأنعام: (١٤٣)، (١٤٤).

(٧) البقرة: (٦).