باب ألفات القطع والوصل
  فاستثقلوا الكسرة على الواو، فأسقطوها، فاجتمع ساكنان الواو والياء، فأسقطوا الواو لالتقاء الساكنين؛ لأنّها ليست المعنى، وبقيت الياء؛ لأنها لمعنى؛ لأنها ضمير(١) الفاعل، فلما سقطت الواو قلبوا من الضمة قبلها كسرة؛ لتثبت الياء، ولو بقيت الضمة لانقلبت الياء واواً، فالتبس فعل أمر المؤنثة(٢) بأمر جمع المذكرين. وكذلك(٣) تُكْسَرُ همزة (ارموا)؛ لأنّه من رمى يرمي، والأصل كسر الميم، والضم فيها لأجل حذف الياء؛ لأنّها لما حذفت قلبوا من الكسرة ضمة، لتسلم الواو ولو ثبتت الكسرة لانقلبت الياء واوا، فكان يلتبس فعل أمر المذكرين بفعل الواحدة(٤).
  قال: «وألف التعريف مفتوحة، وكذلك ألف أيمن(٥) لا غير، قال الشاعر(٦):
  ٢٥٢ - فَقالَ فَرِيقُ القَوْمِ - لَمّا نَشَدَتُهُمْ -: ... نعم، وفريق: ليمن الله ماندري(٧)
  فإذا ابتدأت قلت: أَيْمَنُ الله بالفتح.
  اعلم أنا قد بينا الوجه في فتح همزة الوصل مع لام التعريف. فأما ألف (أيمن) و (أيم) فإنهما لما كانا لا يُستعملان إلا في القسم لم يَتَمَكَّنا، فَشُبها بلام
(١) في (ع): (... لمعنى وهو ضمير ...).
(٢) في الأصل: (المؤنث)، وما أثبته من (ع).
(٣) في (ع): (فكذلك).
(٤) في (ع): (... الواحدة المؤنثة).
(٥) في (مل): (... مفتوحة لكثرة الاستعمال وكذلك أيمن ...).
(٦) (الشاعر): ساقطة من (ع).
٢٥٠ - تقدم الشاهد برقم (٢١٢).
(٧) في (ع): (لاندري).