البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثالث توثيق الكتاب

صفحة 7 - الجزء 1

  تراهم⁣(⁣١) يقولون: (وقع هذا الشيء تحت هذا الاسم).

  قال شيخنا |(⁣٢): واشتقاق الاسم من السمو في المعنى غير ظاهر عند من لم يُنْعِم النَّظَرَ في علم الاشتقاق، وذلك أنَّ السُّمُو [هُوَ]⁣(⁣٣) العُلُو والارتفاع، والاسم لا يجتمع معناه مع هذا المعنى؛ إذ ليس في حده ما يدل على ذلك. ولكن إذا أَنْعَمْتَ النَّظَر، وأنصفت نفسك، تبيَّن لك معناه في الاسم، وذلك أنَّ الشَّيء إذا لم يكن له اسم كان مجهولاً خاملاً⁣(⁣٤) لا يُذْكَرُ ولا يُعْرَفُ، فيكون الاسم فيه معنى السمو.

  وأما الفعل فجاء به بعدَ الاسْمِ⁣(⁣٥)؛ لأَنَّهُ يُخْبَرُ به عنا الاسم، ويأتلف معه، فيُفيد. والحَرْفُ لا يُخْبَرُ به عن الاسم، ولا يُفيد معه إلا في حرف واحد، وهو قولُهُمْ: يا زَيْدُ، في النداء، وإِنَّما أفاد؛ لأَنَّ (يا) هاهنا نابَت منابَ جُملَةٍ مِنْ فِعْلٍ وفاعل. ثُمَّ الحرفُ بعدهما؛ لأنَّ معناه فيهما فافْتَقَرَ إلى تقدمهما عليه، وسُمِّي حَرْفًا لكونه آخراً⁣(⁣٦) (⁣٧)؛ لأنَّ حَرْفَ الشَّيْء آخره، ومنه حرف الجبل، وحرف الرغيف. وقيل: إِنَّهم سموه حرفًا لدقته وقلة حروفه تشبيها بالناقة⁣(⁣٨)، ولهذا قالوا


(١) في (ع): (ألا ترى أنهم).

(٢) تقدمت ترجمة شيخه في ترجمته.

(٣) زيادة من (ع).

(٤) في الأصل: (حاملاً) بالحاء المهملة، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).

(٥) في (ع): (بعده، لأنه).

(٦) في (ع): (أخيرا).

(٧) يريد أن الحرف لما وقع بعد الاسم والفعل في ترتيب النحاة للكلم سمي حرفًا.

(٨) قوله: (تشبيها بالناقة): ساقط من (ع).