البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 672 - الجزء 1

  وأما الكافة فنحو قوله تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ}⁣(⁣١).

  وأما المُسَلَّطَةُ فنحو: حَيْتُما تَكُنْ أكُن، وإذْ مَا تَصْنَعُ أَصْنَعُ، فـ (حَيْثُ) و (إذ) لا يُجازى بهما وإنما دخول (ما) عليهما سلطهما على المجازاة.

  وأما المُغَيرَةُ لمعنى الحرف فنحو قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ}⁣(⁣٢) فـ (ما) غيرت معنى (لو) عما كانت عليه، وصارت بمعنى (هَلاً).

  وأما (أَيُّ) فهي سؤال عن بعض من كل تكون لمن يعقل ولمن لا يعقل، وقد مضى ذكرها في باب المجازاة، وهي تجيء على سبعة أوجه: استفهاما وجراء⁣(⁣٣)، وبمعنى (الذي)، وصفة، وحالاً، ومتصرفة في الإفراد والإضافة ومنقولة إلى معنى (كم).

  فأما الاستفهام فقولك: أيُّ القوم عندك؟ وتقع في موضع رفع، ونصب، وجر، تقول: أَيَّهُمْ ضربت؟ وبأيهم مررت؟ وأيهم عندك؟

  وأما الجزاء فنحو قولك: أَيُّهُمْ تَرَيَأتكَ، تنصبها بـ (تر)، وتجزم (يَأْتك) بالجواب.

  وأما التي بمعنى (الذي) فقولك: لأُكْرِمَنَّ⁣(⁣٤) أَيُّهُمْ في الدار، تنصب (أَيُّهُمْ) وترفعها⁣(⁣٥)، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ٦٩}⁣(⁣٦) ففي رفع (أَيُّهُمْ) ثلاثة أوجه:


(١) النساء: (١٧١).

(٢) الحجر: (٧).

(٣) في الأصل و (ع) ضبطت (استفهام وجزاء) بالرفع وهو خطأ.

(٤) في (ع) بدل (لأكرمن) لفظة أخرى لم أستطع معرفتها.

(٥) (وترفعها): ساقط من (ع).

(٦) مريم: (٦٩). وفي الأصل (لننزع ...)، وهو تحريف.