البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 674 - الجزء 1

  بمعنى: وكم من قرية. وأما (كَمْ) فقد مضى بيانها في بابها⁣(⁣١).

  وأما (كيف) فسؤال عن حال تَنْظِم جميع الأحوال، يقول: كيف أنت؟ فتقول: صالح، وصحيح، واكل، وشارب، وقائم، وقاعد، والأحوال أكثر من أن يحاط بها، فإذا قلت: (كيف) أغنى عن ذكر⁣(⁣٢) ذلك كله.

  وأما (متى) فسؤال عن الزمان، والقصَّةُ فيها⁣(⁣٣) كالقصة في (كيف) في أنه يُغني عن جميع أسماء الزمان، نحو: يومَ الجُمُعَةِ القتالُ أَمْ يوم السبت، أم يومَ الأحد، أم يوم⁣(⁣٤) الاثنين، أم شهر كذا⁣(⁣٥)، أم سنة كذا⁣(⁣٥)، فـ (متى) تُغني عن هذا كله.

  وكذلك (أيانَ) في معناها كما قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}⁣(⁣٦).

  وأما (أَيْنَ) فسؤال عن. مكان، وهي كـ (متى) في السؤال عن الزمان إذا قلت: أَيْن زيد؟ قيل: في بغداد، أو البصرة، أو السوق، فلا يمتنع مكان من أن يكون جواباً، وإنما الجواب من جنس السؤال، فإذا سئلت عن مكان لم تُخبر بزمان.

  قال: فـ (مَنْ): سُؤال عمّن يعقل، و (ما): سؤال عما لا يعقل، و (أي): سؤال عن بعض من كُلّ يكون لمن يعقل ولما⁣(⁣٧) لا يعقل،


(١) (في بابها): ليست في (ع).

(٢) (ذكر): ساقطة من (ع).

(٣) في (ع): (فيه) وهو سهو.

(٤) (يوم): ساقطة من (ع).

(٥) رُسمت في (ع): (كذى).

(٦) الأعراف: (١٨٧)، والنازعات: (٤٢).

(٧) في (ع): (ولمن)، وهو تحريف.