باب الاستفهام
  بمعنى: وكم من قرية. وأما (كَمْ) فقد مضى بيانها في بابها(١).
  وأما (كيف) فسؤال عن حال تَنْظِم جميع الأحوال، يقول: كيف أنت؟ فتقول: صالح، وصحيح، واكل، وشارب، وقائم، وقاعد، والأحوال أكثر من أن يحاط بها، فإذا قلت: (كيف) أغنى عن ذكر(٢) ذلك كله.
  وأما (متى) فسؤال عن الزمان، والقصَّةُ فيها(٣) كالقصة في (كيف) في أنه يُغني عن جميع أسماء الزمان، نحو: يومَ الجُمُعَةِ القتالُ أَمْ يوم السبت، أم يومَ الأحد، أم يوم(٤) الاثنين، أم شهر كذا(٥)، أم سنة كذا(٥)، فـ (متى) تُغني عن هذا كله.
  وكذلك (أيانَ) في معناها كما قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}(٦).
  وأما (أَيْنَ) فسؤال عن. مكان، وهي كـ (متى) في السؤال عن الزمان إذا قلت: أَيْن زيد؟ قيل: في بغداد، أو البصرة، أو السوق، فلا يمتنع مكان من أن يكون جواباً، وإنما الجواب من جنس السؤال، فإذا سئلت عن مكان لم تُخبر بزمان.
  قال: فـ (مَنْ): سُؤال عمّن يعقل، و (ما): سؤال عما لا يعقل، و (أي): سؤال عن بعض من كُلّ يكون لمن يعقل ولما(٧) لا يعقل،
(١) (في بابها): ليست في (ع).
(٢) (ذكر): ساقطة من (ع).
(٣) في (ع): (فيه) وهو سهو.
(٤) (يوم): ساقطة من (ع).
(٥) رُسمت في (ع): (كذى).
(٦) الأعراف: (١٨٧)، والنازعات: (٤٢).
(٧) في (ع): (ولمن)، وهو تحريف.